إن من نعم الله على وطننا الغالي نعمة الأمن ورغد العيش، وأن ولى الله علينا ولاة أمر عدول يُحكِمونَ شرعهُ ويعملون بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فكان من أسباب ذلك إقامتهم للصلاة وإيتاء الزكاة وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر كما في قول الحق تبارك وتعالى:{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ، وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} فكان من أسباب تثبيت الملك وحفظ هذه الدولة المباركة وولاة أمرها هو قيامها بما أوجب الله، فتبوأت تلك المكانة الرفيعة والمقام العلي حاملة على عاتقها خدمة الإسلام والمسلمين والعناية بالحرمين الشريفين وقاصديهما وطباعة المصحف الشريف ونشر السنة النبوية عملاً بالمادتين الثالثة والعشرين والرابعة والعشرين من النظام الأساسي للحكم.
فكان من فضل الله علينا أن ولى علينا خيارنا ولاةُ أمرٍ يسعون من أجل راحتنا ورغد عيشنا ويحرِصُونَ على استتباب أمننا بعد توفيق الله ورعايته.
ولهذا فقد جاءت كلمات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه ربي من كل سوء ومكروه وأسبغ عليه نعمه الظاهرة والباطنة في لقائه مع وكالة الأنباء الدولية بلومبيرغ عقِبَ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متسمة بالعزة بالله ثم الثقة بالنفس وإدراك معاني الحوار وإتقان الرد المفحم الذي ينبئُ عن المتانة العلمية والخبرة العملية وأن لكل مقام مقال رغم محبة سموه العمل مع الرئيس الأمريكي نظير ما تحقق من أعمالٍ كثيرةٍ في الشرق الأوسط خصوصاً ضد التطرف والأيدولوجيات المتطرفة، والإرهاب واختفاء داعش في فترة قصيرة جداً في العراق وسوريا، وهدم العديد من الروايات المتطرفة خلال العامين الماضيين، إلا أن هذا اللقاء ترجم أن المملكة سلم على من سالمها حرب على من عاداها تعتصم بربها وتلجأ إليه سبحانه وتعالى.
فلم تكن لتؤثر هذه التصريحات في سير وطننا وثقة ولاة أمرنا في الله أولا ثم في إمكانياتنا وأن المملكة العربية السعودية « لن تدفع في الوقت الراهن أي شيء مقابل أمنها وأنها تشتري الأسلحة من الولايات المتحدة ولا تأخذها مجاناً « كما قال سموه وفقه الله.
ففي هذه العبارة إظهار للقوة والاعتزاز بالنفس والثقة بالإمكانيات وتبيين لمكانة المملكة بين الدول وأنها لا تحتاج إلى أحد سوى الواحد الأحد.
وأنّ المملكة قد نجحت في حماية مصالحها مهما كلفها ذلك الأمر وفقاً لتوجيهات ولاة أمرها وتضحيات شعبها.
كما صرّح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بأن المملكة العربية السعودية كانت موجودة قبل الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1744، أي قبل أكثر من 30 عاماً من وجود الولايات المتحدة الأمريكية.
ففي هذه العبارة رد على المشككين في قوة المملكة وأنها محتاجة لبقائها إلى غيرها فكان هذا الرد كالصاعقة على قلوبهم وأن مكانة المملكة قديمة تتجدد لا تحتاج إلى حماية أو فضل كائناً من كان.
فكان الفضل لله أن رزق هذه الدولة المباركة خيراً يمكنها من شراء ما تحتاجه من الأسلحة والآليات التي تجعل من شأنها دولة قوية في مصاف الدول المتقدمة الكبرى وفقاً لتوجيهات قائد هذا الوطن المعطاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وأيده وولي عهده الأمين ساعده الأيمن الأمير محمد بن سلمان مهندس الرؤية الطموحة 2030 حفظه الله وبارك في خطاه، إنفاذاً للمادة الثالثة والثلاثين التي نصت على « تنشئ الدولة القوات المسلحة، وتجهزها من أجل الدفاع عن العقيدة، والحرمين الشريفين، والمجتمع، والوطن «. فأظهر اللهُ عز هذه البلاد وأضعف كيد أعدائها.
أسأل الله الكريم الرحيم أن ينصر بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الإسلام وأن ينصرهما به.
اللهم من أرادنا بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميراً له يا قوي يا عزيز، واحفظ ولاة أمرنا وعلماءنا ورجال أمننا ووطننا وخيراته من كل سوء ومكروه، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.