يوسف المحيميد
قال لي أحد الفنانين قبيل تكريمه من قبل فعالية مسك الفنون، إنه لا يريد درعًا ولا شهادة، وقد امتلأت خزانته في البيت من الدروع والشهادات، وهو مثل بقية الفنانين والأدباء الذين احتفظوا بكثير من شهادات التكريم والدروع فقط لأجل الذكريات، لكنني يوم الاحتفال وجدته ضمن الآخرين المبتسمين فوق المنصة، وتأملت صورته ضمن حشد من الفنانين يصل نحو أربعين فنانًا مكرَّماً، فتساءلت: لماذا يتم تكريم كل هؤلاء الفنانين؟ وما هي معايير التكريم؟ وحتى لو كانوا جميعًا يستحقون التكريم، لماذا لا يتم توزيعهم على أكثر من عام؟
وهل إذا رحل الفنان أو الأديب عن الحياة يتم استبعاده من التكريم واستعادة ذكراه؟ لماذا لم يتم تكريم نحات رائد مثل عبدالله العبداللطيف، وهو الذي تخرَّج على يديه عدد من نحاتي الدوادمي؟ بل لماذا لم يتم جلب أحد مجسماته الكبيرة للاحتفالية؟ لماذا لم تُجلب منحوتاته من أهله وأصدقائه، كي يخصص لها ركن أو جناح من أجنحة الفعالية؟
لست مع النحّاتين الذين انفعلوا وحاربوا منظمي سمبوزيوم مسك الفنون، فقط لأنها لم تتم دعوتهم للمشاركة، لكنني لست مع تهميش الرواد، ولا مع التكريم الجماعي لعدد كبير من الفنانين، كما لو كانوا في حفلة عامة، لكنني مع وضع معايير عامة للاختيار، والاحتفاء كل عام بعشرة أسماء فنية فقط، وبطريقة تتجاوز الدروع والشهادات، إلى إقامة ندوات حول تجاربهم الفنية، وطباعة نسخ من أعمالهم التشكيلية، وإقامة معرض تشكيلي جماعي لهم، وغير ذلك من وسائل الاحتفاء المميز، التي تلقى صدى إيجابياً لديهم.