إبراهيم عبدالله العمار
إننا ننبهر إذا سمعنا بأخبار مثل هذا الذي أتى في عام 2018م عن كوكب اسمه ترابيست 1د. يظن علماء الفلك أن يحوي عناصر تجعله ممكناً للحياة البشرية، منها الماء، وهذه يبعث في الذهن سؤالاً آخر: ماذا لو كان يحوي الحياة أصلاً؟ هل يحوي كائنات تشبه البشر؟ أم هي أشبه بالحيوانات والديناصورات؟ أم ماذا؟
هذه فكرة قديمة، فمن الناس من صوّر الكائنات الفضائية أنها لطيفة ومسالمة، أما الأغلبية فينطبق عليهم: الإنسان عدو ما يجهل، ولهذا فإن أكثر تصوير الكائنات الفضائية في الروايات والأفلام يُظهرها أنها عدوانية، تترك كواكبها وتأتي أرضنا لتقتلنا نحن البشر المساكين! ويا لها من مفارقة، فنحن العدوانيون فعلاً، وكل سنوات التاريخ المسجل رأت حروباً عدا سنيناً قليلة كان فيها سلام، وهذا من أسباب هلع الناس من الأطباق الطائرة، فإذا رأى الناس أضواءً في السماء أو أصواتاً أو أشكالاً مبهمة فزعوا وأيقنوا أن الأطباق الطائرة تحوم حولهم وتنوي بهم شراً!
لكن هناك قلة من الناس تتفاءل بالأطباق الطائرة وتتمنى أنها حقيقة، ففي عام 1947م لما كانت إشاعات الأطباق الطائرة في أوجِها والناس بين خائف ومبهور ومشكك ومصدق ظهر أحد السياسيين الأمريكان في الإعلام وقال شيئاً عجيباً. قال: «إنني أكاد أن أتمنى أن هذه الأطباق الطائرة هي فعلاً آتية من كواكب أخرى، لأنها إذا كانت معادية لنا فإن هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوّحد البشر جميعاً». وهذا ليس بمستغرب على العقلية الأمريكية التي ترى في الحرب علاجاً لكل المشاكل، ولكن علينا أن أتمنى أن لا يكون هناك شيء اسمه كائنات فضائية أو أطباق طائرة.
لماذا؟ الجواب بسيط: أول ما سيفعله البشر هو أن يعلنوا عليهم الحرب ويبيدوهم عن بكرة أبيهم! هذا هو الطبع البشري كما رأينا، فنحن الآن لم نرَ أي كائنات فضائية ومع ذلك لما صنعناهم بمخيلاتنا وفي الأفلام مثل «يوم الاستقلال» والكثير غيره افترضنا فيهم الشر وصورنا أنفسنا ونحن نتفنن في قتلهم وإذلالهم، فماذا لو رأيناهم يا ترى؟ رحمةً بهم فإني أتمنى أن لا نراهم أبداً.