ناصر بن فريوان الشراري
تأتي هذه الزيارة الميمونة لولي أمر هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الحزم والعزم والبناء والنماء والتطور والرخاء لمنطقة الجوف، والتي تتراقص أغصان زيتونها الحلو وسعف نخيلها بتمرتها الحلوة على ترانيم عزف المطر وأهزوجة تباشير خيره الهتَّان ابتهاجاً وفرحاً وزهواً وسمواً بالمقدم الميمون تسبقها قلوبٌ تتوق للقاء قائد هذه الأمة، وقد بايعته على السمع والطاعة في الرخاء والشدة في المكره والمنشط، فأهلاً سلمان الخير وأهلاً سلمان الوفاء، أهلاً بملك قد جعل لبلاده ما بين الأمم مكانة عظيمة واهتماماً بالغاً تعجز أمم كثيرة عن تحقيق هذه المكانة والوصول إليها، فعندما كان العدو يتربص بنا من قِبَلْ حدودنا الجنوبية ويستشري متمدداً كالسرطان وبالسرعة القصوى في اليمن، عند أول استلام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مقاليد الحكم، أمر بانطلاق عاصفة الحزم لكبح جماح أطماع إيران، فتم -وبحمد الله وفضله- قهر طغمة الشر الإيرانية المتمثلة في العميل الحوثي الصغير، والذي أصبح يفر من جحر إلى جحر آخر خوفاً من غضبة سلمان الحزم حتى عادت أكثر من نسبة 85 % من الأراضي اليمنية للشرعية بعدما كان الحوثي قد أوشك على الاستيلاء عليها بالكامل، حيث أصبحت المملكة تقود تحالفاً عربياً لمحاربة الإرهاب الإيراني، وقد قادت هذا التحالف بكل اقتدار، الأمر الذي أذهل الخبراء من قادة الحرب في العالم لهذه القدرة والإمكانات الكبيرة لدى هذا التحالف العربي المنصور -بإذن الله-.
تأتي زيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لمنطقة الجوف من خلال باكورة زيارات مباركة لمناطق المملكة، وذلك للسلام على المواطنين وتلمس احتياجاتهم، وهذا يجسد اهتمام القيادة الرشيدة بأرجاء الوطن كافة، وليقف -حفظه الله- على ما وصلت إليه المنطقة من تطور ويُدشن مشاريع الخير والبناء، ويلتقي بأبنائه المواطنين في منطقة الجوف الذين يتطلعون لهذه الزيارة الميمونة، لأنها ستشكل نقلة نوعية لمحافظات المنطقة ومراكزها فإنه ليس بمستغرب هذه اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين بزيارة مناطق المملكة والالتقاء بإخوانه وأبنائه المواطنين وتلمس احتياجاتهم، فالسياسة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة عودتنا منذ توحيد المملكة على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- الذي وضع اللبنات الأولى لسياسة المملكة التي قامت على التوحيد والشريعة السمحة، فجمعت الناس بعد الفرقة والجهل على العدل والمساواة فأمن الناس وتوحدوا تحت راية الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، ومن بعده أبناؤه البررة الذين ساروا على نفس الطريق والنهج.
إن أبناء المنطقة شيباً وشباباً ونساءً، يتطلعون كغيرهم من أبناء المناطق الأخرى لهذه الزيارة الكريمة والشرف الكبير الذي تتشرف به منطقة الجوف بزيارة خادم الحرمين الشريفين لها، وانعكاس الزيارة على مستقبل التنمية بالمنطقة، والتي سوف تشهد قفزات كبيرة في مختلف مجالات التنمية -بمشيئة الله-، مما سوف تنعكس على حياة المواطن في هذه المنطقة، فإن القيادة الكريمة المباركة لا تألو جهداً في تذليل كل الصعاب في كل ما من شأنه رفاه المواطن وعيشه الكريم، والذي ننعم به اليوم من عيش رغيد هو ولله الحمد بفضل هذه القيادة الكريمة المباركة، فكما هو المشاهد فإن عجلة البناء مستمرة في المسير، وقد شملت -ولله الحمد- كل المناطق والخير في قدوم وجه السعد -بإذن الله تعالى-، فإن القيادة الكريمة تتباهى بين الأمم بهذا الشعب النبيل الوفي المخلص الملتف حول قيادته في وقت تعصف بالشعوب من حولنا أمواج التفكك والتشرذم والتقتيل والنهب والسلب، فنحمد الله على ما نحن فيه من نعمة الأمن والأمان والرخاء والتطور والازدهار، والذي لم يكُن ليتأتى لولا الله -عز وجل- ثم حكمة هذه القيادة المباركة وتلاحم الشعب معها وفطنته لما يُحاك للوطن من أعداء الأمة.
اليوم وفي عهد ملك الحزم والعزم، قد انطلقت رؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- «رؤية 2030»، والتي تعتمد استراتيجية تعدد موارد الاقتصاد في البلاد، والتي تستثمر في الإنسان، وفي جميع الموارد الوطنية لجعل هذه البلاد في مصاف الدول المتقدمة، فمشروع الأمة الأكبر «مدينة نيوم»، والذي من خلاله سوف يتم التنويع في مصادر دخل هذه البلاد لتستثمر في الصناعة السياحية وصناعة الأسلحة والمعدات والتجهيزات بمختلف الاحتياجات، وكذلك الاستفادة من جميع الثروات المعدنية التي تكتنزها أرض هذه البلاد المباركة، وهذا المشروع الضخم، وهذا الحلم الكبير «مدينة نيوم» سوف يُفضي إلى أن تشترك مع السعودية عدة دول كبرى لتتشكل تحالفات استراتيجية مع المملكة للحفاظ على الأمن والسلم بمنطقة الشرق الأوسط، وكذلك بالعالم أجمع، ويكون بذلك قد تعددت مصادر الدخل للبلاد وعدم الاعتماد فقط على مصدر النفط، وبذلك تصبح هناك طفرة كبيرة جداً في الفرص الوظيفية تقضي على مصطلح اسمه «البطالة»، وهذا ما تسعى له جاهدةً قيادتنا الحكيمة -أيدها الله-، فسر يا خادم الحرمين الشريفين وولي عهدك الأمين للعلياء وعين الله ترعاكم وشعبكم الوفي الأبي النبيل من ورائكم يداً بيد.