الجوف - محمد الحموان:
تفوقت المملكة العربية السعودية على العديد من دول العالم في إنتاج زيت الزيتون بعد أن كان التفوق يحسب لغيرها في ذلك المجال على مرّ العقود الماضية, محققة أرقامًا عالمية في زراعة الزيتون وإنتاج زيت الزيتون، ومن ذلك تسجيل أكبر مزرعة زيتون حديثة في العالم بمنطقة الجوف في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وذلك في إطار ما توليه وزارة البيئة والزراعة والمياه من دعم ورعاية للمزارعين في مختلف مناطق المملكة ومنها الجوف.
وأوضحت موسوعة جينيس أنها ذهلت من حجم زراعة الزيتون في منطقة الجوف، مبينة أنها شكلت فريقًا للإشراف على مزارع المنطقة التي يبلغ فيها عدد أشجار الزيتون باستخدام الطريقة المكثفة في مساحة 1 هكتار 1600 شجرة، وبالطريقة التقليدية 200 شجرة، مما يؤكد نجاح تجربة زراعة الزيتون بالطريقة المكثفة التي توفر الأيدي العاملة وتساعد على رفع معدل الاستثمار.
وحصلت شركة الجوف للتنمية الزراعية على شهادة جينيس للأرقام القياسية في حجم المساحة، والإنتاج، وهي إحدى الشركات السعودية المدرجة في سوق الأوراق المالية.
وقال مدير الشركة العضو المنتدب عبد العزيز بن محمد الحسين: أن الاهتمام بزراعة أشجار الزيتون في منطقة الجوف تتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، مفيدًا أن زراعة الزيتون لا تستهلك كمية كبيرة من المياه وتحافظ أشجاره على البيئة من خلال الغطاء الشجري الكثيف مما يعمل على تحسين المناخ ومقاومة التصحر.
وذكر أن المملكة تستهلك سنوياً 30 ألف طن فيما تنتج 15 ألف طن 80 % منها يتم إنتاجها في منطقة الجوف, ولهذا فإن الشركات تدرس التوسع بإنتاج زيت الزيتون وصناعاته, حيث تعمل على إنشاء مجموعة من المصانع وهي مصنع منتجات العناية الشخصية, وتصنيع أوراق الزيتون, وتصنيع مخلفات عصير الزيتون لإنتاج الفحم.
ومن جهته قال مدير مركز الأبحاث والمراعي بالجوف الدكتور بسام العويش: إن منطقة الجوف تمتلك مميزات تجعلها أحد أهم الوجهات العالمية للاستثمار بالزيتون لما تتمتع به من جودة عالية بفضل موقع منطقة الجوف الجغرافي الموجود بين خطي العرض 30 و45 في القسم الشمالي للكرة وهي أفضل مناطق العالم لزراعة أشجار الزيتون، إلى جانب ما تتمتع به من عوامل طبيعية جعلها موطنًا خصبًا لأصناف عديدة من الزيتون المتميز بنوعه المعروف بـ«النخب الأول».
وأضاف أن ما يميز شجرة الزيتون عدم استهلاكها الكبير للمياه، حيث إن الهكتار من أشجار الزيتون يحتاج لـ 6 آلاف متر مكعب من الماء، وهي من أكثر الغرسات التي تتحمل الجفاف ونسبة الملوحة، وتسقى عن طريق الري بالتنقيط, وأفاد أن جدولة الري السليمة والعلمية بمعنى إعطاء الماء عند الاحتياج اللازم للشجرة يحقق إنتاجًا وفيراً للزيتون وجودة عالية للثمار.
وأشار إلى أن الأبحاث والدراسات العلمية الزراعية أكدت أن شجرة الزيتون من أقل الأشجار المستهلكة للمياه حيث تساوي ربع استهلاك النخلة، وتتميز بإنتاجها العضوي الخالي من الكيماويات والمواد الحافظة.
وبحسب مدير عام فرع وزارة البيئة والمياة في الجوف المهندس عبدالله الأحمري فإن منطقة الجوف تنتج سنوياً 20 ألف طن من الزيتون، موزعة على 12 ألف مزرعة، و3 آلاف مشروع زراعي، إضافة إلى وجود أكبر 6 شركات زراعية، وإنتاج الزيتون العضوي، والمجمع الصناعي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط بعدد 23 معصرة زيت زيتون.