الجوف - محمد هليل الرويلي:
أوضح مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في منطقة الجوف الدكتور جهز بن برجس الشمري لـ«الجزيرة»: أن الهيئة تعمل مع شركائها بمنطقة الجوف لإكمال متطلبات تهيئة مواقع التراث الوطني في كل مدن ومحافظات المنطقة، حيث طرحت الهيئة مشاريع لترميم وتهيئة وتأهيل المعالم الأثرية ضمن برنامج خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري يتكلفة تجاوزت 7 ملايين ريال شملت قلعة زعبل وبئر سيسرا وغار حضرة وتأهيل مركز زوار موقع سيسرا وتهيئة موقع الرجاجيل الأثري وتأهيل مركز زوار موقع الرجاجيل كما تضمن المشروع ترميم قلعة مارد ومسجد عمر التاريخي وحي الدرع وربط هذه المواقع بمسارات تم تأهيلها للزوار، وبيّن أن هناك تنسيقاً وزيارات مستمرة لفرق عمل من الهيئة وممثلي اليونسكو إلى دومة الجندل، تسبق تسجيلها في قائمة التراث العالمي الإنساني. كما تناول المشروع تركيب لوحات تعريفية وسياج حماية لجميع المواقع الأثرية والتراثية. كما قدمت الهيئة مبادرات مهمة في ترميم التراث العمراني كالقصور لتكون منتجات تخدم المسارات السياحية.
أهم القلاع في شمال السعودية
ولفت الشمري إلى أن واحة دومة الجندل تشمل مواقع تراثية عدة، منها قلعة مارد التي بنيت في القرن الأول الميلادي، وتعتبر من أهم القلاع الأثرية في شمال المملكة، ومسجد الخليفة عمر بن الخطاب الذي يقع في وسط المدينة القديمة، وهو من أقدم المساجد الأثرية مر بها الخليفة عمر في طريقه إلى إضافة إلى حي الدرع، وسوق دومة الجندل، والسور الحجري الذي يرتفع حوالى خمسة أمتار عن سطح الأرض، وكذلك واحة النخيل والسوق الشعبية، وبحيرة دومة الجندل. وأشار إلى أن المحافظة شهدت أعمال تنقيب مشترك بين الهيئة وفريق من جامعة نابولي الإيطالية.
السياحة في سكاكا
والقريات وطبرجل
وتستقبل سكاكا والقريات وطبرجل العديد من الزيارات الرسمية والسياحية كما يتوافد على دومة الجندل زواراً من مسؤولين وسفراء ووزراء. واحتضنت بحيرتها، التي تعتبر أكبر بحيرة اصطناعية في المملكة، عدداً من الفعاليات البحرية، من أهمها بطولة الخليج الأولى للرياضات. كما تحتضن «مهرجان حلوة الجوف» الذي يُقام سنوياً برعاية أمير منطقة الجوف بدر بن سلطان بن عبدالعزيز.
وتمتاز منطقة الجوف بوفرة المياه وعذوبتها وأرضها الخصبة، إذ اشتهرت بالزراعة منذ القدم، خصوصاً الحمضيات، والزيتون، والرمان، والعنب، والمشمش، إضافة إلى الخضراوات، والحبوب. وعلى صعيد النخيل؛ وتشتهر بزراعة أنواع من التمور، منها: حلوة الجوف. كما تشتهر الجوف بأكلات شعبية عدة، منها «البكيلة» التي تتكون من تمرة الحلوة، والسمن العربي، والسمح الذي ينبت في الصحراء عند قدوم الربيع، ولا توجد هذه النبتة سوى في منطقة الجوف.
الشويحطية أقدم مواقع الاستيطان البشري على مستوى العالم
كما نفذت الهيئة مسحاً أثرياً لموقع الشويحطية بمنطقة الجوف، مشيرًا إلى أن العمل الميداني نفذ بمشاركة فريق متخصص في الآثار والمجالات السياحية المختلفة. وأوضح على أن المشروع يهدف إلى رصد الظواهر والمعطيات الأثرية والاهتمام بالمواقع الأثرية وإيجاد مسارات سياحية بالمنطقة تخدم التنمية السياحية، وإضافة فرص وظيفية واستثمارية جديدة تسهم في حراك اقتصادي بالمنطقة، وذلك من خلال طرح برنامج متكامل لتحسين وتطوير البنية التحتية السياحية لاستقطاب السياح والزوار لزيارة تلك المواقع الأثرية المرتبطة بالبعد الحضاري للمملكة.
وأشار الشمري إلى أهمية وتميز موقع الشويحطية فهو أقدم مواقع الاستيطان البشري على مستوى العالم وتعود القطع الحجرية المكتشفة بالموقع حتى الآن لعصر الأولدوان الذي يتجاوز تاريخه المليون عام. كما يعمل بمنطقة الجوف فرق علمية للتنقيب والمسح الأثري بالشراكة بين الهيئة والجامعات والمراكز العلمية في فرنسا وألمانيا وإيطاليا.
أمير الجوف وجه لتفعيل الاستثمار السياحي بالمنطقة
وقال لـ«الجزيرة» مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في منطقة الجوف الدكتور جهز الشمري: إن التوجيهات الصادرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف لتفعيل الاستثمار السياحي بالمنطقة تعكس اهتمامات سموه في هذا القطاع الهام ولما حباها الله من خيرات متعدِّدة تسهم في خلق التنمية البشرية والحضارية والاقتصادية في المنطقة وتنفيذاً لمبادرات التحول 2030م, الرؤية الحكيمة التي أطلقها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. لافتاً إلى أن منطقة الجوف تمتلك مقومات سياحية كبيرة، إضافة إلى ما للجوف من باعٍ كبير في الزراعة منذ وقت طويل واعتدال مناخها الذي يبحث عنه الكثير من السياح.
كما تعمل الهيئة بالاهتمام بتوطين الوظائف في القطاع السياحي والحرف اليدوية المتنوِّعة والاستفادة من خبرات الأسر المنتجة في هذا المجال, وتشارك الهيئة في إقامة ودعم العديد من الأنشطة السياحية ومهرجانات المنطقة النوعية إضافة إلى إقامة العديد من البرامج وورش العمل الموجهة لشباب المنطقة والتي تخدم قطاع السياحة فيها، حيث شاركت الهيئة في تنظيم ودعم أكثر من 12 مهرجاناً وفعالية ومشاركة في عام 2018م ومن أهمها المهرجانات التالية: تراث الجوف والزيتون والتمور والجوف حلوة والرياضات البحرية وملتقى الوان السعودية وملتقى السفر والاستثمار السياحي وفعاليات عيد الفطر واليوم الوطني.
مشروع سياحي في القريات
وتعمل الهيئة مع الشركاء إمارة والأمانة وفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة وفرع وزارة النقل بالمنطقة لإقامة مشروع سياحي بمحافظة القريات بتوجيه ودعم مباشر من سمو أمير المنطقة ويتضمن المشروع مواقع التراث الوطني والقرى التراثية ومواقع الجذب السياحي والعيون الكبريتية من خلال استثمار كافة المعطيات السياحية المتاحة بالمنطقة والتي تزخر بالعديد من الفرص لإقامة منتجات سياحية تخدم المسارات السياحية بالمنطقة، وإنشاء جمعيات للتراث العمراني يساهم فيها المواطنين ملاَّك المباني التراثية في إتاحة الفرصة لجذب المستثمرين لإقامة مشاريع وخدمات سياحية تلبي رغبات السيّاح والزوار والمجتمع المحلي ومن أهمها المنتجعات والنزل التراثي ومشاريع السياحة الزراعية. وسيعلن قريباً مشروع لترميم وتهيئة قصور الدولة والقلاع والحصون والمساجد التاريخية في محافظة القريات.
هيئة السياحة في الجوف طرحت مشاريع سياحية كبرى تجاوزت
الـ100 مليون الآن في طور التشغيل تفتتح في 2019
«وأضاف»: كما تنفذ الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة الجوف إستراتيجية التنمية السياحية من خلال طرح المشاريع السياحية الكبرى ومن أهمها متحف الجوف الإقليمي الذي تجاوزت تكلّفت إنشائه أكثر من 100 مليون والآن يعتبر المشروع في طور التشغيل بعد اكتمال عناصره ومرافقة وسيتم افتتاحة في الربع الأول من 2019 و كما رسي مشروع التشغيل والصيانة للمتحف بتكلفة تجاوزت 6 ملايين ريال والآن تعمل الهيئة على تنفيذ العروض المتحفية بتكلفة 5 ملايين ريال ويعتبر متحف الجوف من أهم الصروح الحضارية والثقافية بالمنطقة.
كما تقيم الهيئة العديد من البرامج والورش والدورات في المجال السياحي التي يستهدف بها شرائح الشباب لإيجاد الفرص الوظيفية المناسبة وكذلك تدعم الهيئة المشاريع السياحية من خلال أوجه الدعم التي تقدمها وزارة المالية وبنك التنمية الاجتماعية وبرنامج كفالة وتصل قيمة الدعم للمشاريع الكبرى 100 مليون كما طرحت حزمة من المشاريع الاستثمارية السياحية وقدمتها بحقائب استثمارية جاهزة تتضمن دراسة الجدوى والتصاميم المساعدة، وتبنت الهيئة إصدار التراخيص للمتاحف الخاصة وتقديم الدعم الإعلامي والفني والمالي ودعم «لوجستي» ينفذ بالتعاون مع شركاء الهيئة، وتسعى الهيئة لتفعيل السياحة الزراعية وبرنامج أرياف وبرامج سياحة المغامرات والمخيمات البيئية والصحراوية وكذلك السياحة الجيولوجية لما تتميز به الجوف من مزايا نسبية مميزة تتمثّل في التراث الوطني والزراعة والبيئة.
وتابع: ومن خلال مجلس التنمية السياحية بمنطقة الجوف الذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف سيتم تحقيق «إستراتيجية التنمية السياحية» بفضل الله وعونه, ثم ما يوليه سموه من اهتمام كبير في جعل منطقة الجوف وجهة سياحية مميزة على الخارطة السياحية العالمية وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن تركي بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الجوف واهتمام ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير بن سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
فدولتنا الرشيدة - حفظها الله - أقرت العديد من القرارات المهمة الداعمة للتنمية في شتى مجالاتها لتحقيق رؤية المملكة 2030 وبدعم ومتابعة واهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- وستحظى - بمشيئة الله - منطقة الجوف بتدشين العديد من المشاريع التنموية والتي سيتم الإعلان عنها اليوم خلال في هذه الزيارة الملكية التاريخية الميمونة لقائد مسيرة التنمية سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- وهذا ما يؤكّد حرص الحكومة على التوازن الاقتصادي ومسيرة النماء لجميع مناطق المملكة.
الزيارة تجسّد التلاحم
بين القيادة والشعب
وبمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين للجوف عبَّر مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة الجوف أمين عام مجلس التنمية السياحية الدكتور جهز بن برجس الشمري عن افتخاره واعتزازه بهذا المقدم الميمون لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه -لمنطقة الجوف، فهي زيارة عزيزة على قلوب الجميع ويجسد فيها حرص القيادة الكريمة لكل ما فيه مصلحة للوطن والمواطن في شتى بقاع هذا البلد الكريم، ودعمه - أيده الله - الشخصي لنمو وتقدم وازدهار هذا الوطن العظيم».
وقال «مثل هذه الزيارات المتكررة تجسد التلاحم والتآلف بين الراعي والرعية والحب المتبادل بينهم والولاء والوفاء من المواطنين لولي الأمر والتواصل والتلاحم بين القيادة الرشيدة والشعب الوفي لتلمس احتياجات المواطن وتحقيق متطلباته.
مشيداً بالدور الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف رئيس مجلس التنمية السياحية وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن تركي بن عبدالعزيز في دعم التنمية في كافة المجالات في منطقة الجوف لتحقيق رؤية المملكة 2030 .
وبيّن أن منطقة الجوف وأهلها الكرام يستحقون المزيد من التنمية والتي تحظى باهتمام الدولة أعزها الله بذلك لما تتميز به المنطقة من مزايا نسبية مميزة تراثياً وزراعياً وبيئياً ولما لها من عمق تاريخي ذو بُعد حضاري مهم لتاريخ المملكة مشيداً باهتمام وتوجيه ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للتنمية السياحية بمنطقة الجوف.