إذا تتبعنا سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- نجد أنه قريب من الساحة الثقافية والمثقفين مشاركةً ومتابعةً ودعماً منذ أن كان أميراً للرياض حتى وصل إلى سدَّة الحكم -أيده الله-؛ بل إنه قد يشارك مشاركةً فاعلةً من خلال تعقيباته الإيجابية ومشاركته في النقاش وبخاصةٍ ما يتعلق بالثقافة التاريخية، داخل المملكة وخارجها، ولعلنا نتذكر حديثه للمثقفين بتأكيده على تعزيز الدور الثقافي في العلاقات بين الدول فيما بينها والشعوب كذلك؛ لخدمة السلام والأمن فيما بينهم؛ ليكون هذا المنحى ثقافةً تتوارثها الدول والشعوب، وهو ما من شأنه رفع درجة الوعي الثقافي الذي يعدُّ درعاً واقياً عن الانحرافات الفكرية المفضية إلى الإرهاب والتطرف، وهو ما عانت منه كثيرٌ من الدول وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
ولعلَّ حرصه -يحفظه الله- على رعاية الملتقيات الثقافية ودعمها أكبر دليلٍ على الهم الثقافي الذي يحمله الملك سلمان.
ومما يلفت الانتباه في هذا العصر الزاهر بمرتكزاته الثقافية هو انطلاقتها النوعية والبعد عن الثقافة التقليدية كما يميزه -أيضاً- التعددية الثقافية للمشاركين في ثقافة اليوم من المثقفين والمثقفات كما هم الشباب من الجنسين؛ حيث تسهم المرأة بدورٍ فاعلٍ في المشهد الثقافي، وتؤدي دوراً رئيساً فيه، وكذلك الشباب والشابات من خلال الحصول على الجوائز العالمية والإقليمية والمحلية، وبراءات الاختراع بدعمٍ من القيادة الرشيدة؛ ممثلةً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان أيدهما الله.
هذا وقد نالت منطقة الجوف نصيبها من الدعم ولا أدل على ذلك من تعدد المنابر الثقافية والأدبية في محافظاتها ومراكزها، وتنوع الملتقيات والمنتديات العلمية والثقافية فيها.
إن كل لقاءٍ للمثقفين والأدباء بالملك سلمان يتمخض عن حبه للثقافة والمثقفين وتقدير الدور الذي يقوم به المثقفون في تكريس السلام والمحبة والوعي ولا غرابة في ذلك فهو القارئ النَّهِم، والمتابع المشارك.
** **
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - عضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغةالعربية