ناصر الصِرامي
لم يمر صعود الرجل الأشهر في ثورة صناعة المعلومات العالمية، وأحد أثرى أثرياء العالم - وصعوده إلى خشبة المسرح في بكين ممسكاً بإناء زجاجي به -أكرمكم الله- براز، وذلك ضمن حديثه في معرض لتكنولوجيا دورات المياه والمراحيض. لم يمر دون ضجة ونقاش مختلف.
في المعرض الذي قدم لـ20 منتجاً ذا تقنية متطورة تهدف إلى القضاء على البكتيريا الضارة والوقاية من الأمراض. هذا ما فعله بل غيتس، مؤسس مايكروسوفت الأسبوع الماضي، حيث بلغ ما أنفقته مؤسسة بل وميليندا غيتس الخيرية 200 مليون دولار في البحث في مجال تكنولوجيا دورات المياه والمراحيض في الأعوام السبعة الماضية فقط!
وقال غيتس صادقاً ومازحاً -أيضا- «ما كنت لأتخيل منذ عشرة أعوام أعرف كل هذا القدر من المعلومات عن البراز. وما كنت لأتخيل أن مليندا ستقول لي توقف عن الحديث عن دورات المياه على مائدة الطعام»...!
وكان غيتس يتحدث في بداية معرض مدته ثلاثة أيام في الصين، التي أعلن رئيسها شي جينبينغ ما أسماه «ثورة دورات المياه»، وجعلها من أولويات السياسات في البلاد.
وقال غيتس «ليس الأمر حالياً ما إذا كنا نستطيع إحداث ثورة في تكنولوجيا دورات المياه ونظام الصرف الصحي. السؤال هو ما مدى السرعة التي يمكن بها نشر هذه التكنولوجيا لمعالجة الفضلات قبل وصولها لشبكة الصرف الصحي». ووصف لابتكارات التكنولوجية الجديدة المعروضة بأنها «أهم التطورات في مجال الصرف الصحي منذ 200 عام».
وقال غيتس إن علبة البراز على المنصة قربه قد «تحوي 200 مليار من الفيروسات، 20 ملياراً من بكتيريا شيغيلا و100 ألف بيضة دودة».
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن 2.3 مليار شخص في العالم لا يحصلون على خدمات الصرف الصحي الأساسية حتى الآن.
ويمكن لذلك أن يتسبب في أمراض مثل الكوليرا والإسهال والدزنتاريا، وهي أمراض تقتل مئات الآلاف من الأشخاص كل عام.
وطبقاً لغيتس فإنه «مع بناء مدن جديدة لا يعيش فيها الكثير من الأغنياء، لم يتم بناء هذه المجارير ولا يعتقد أنها ستبنى على الإطلاق. والسؤال هو هل يمكن ذلك؟ هل يمكن التخلص من الفضلات البشرية دون الحاجة إلى نظام للصرف الصحي»؟
هكذا تذهب التقنية إلى كل جوانب الحياة بما فيها دورات المياه، لتطهيرها وتحليلها أيضاً..!