عبد الله باخشوين
سألني أحد (الأصدقاء) عن المسرحيات القصيرة التي كتبتها في (بداياتي) فأخبرته أنها لا تزيد عن (خمس) مسرحيات أذكر عناوين بعضها مثل: (بقايا مسرحية تافهة) و(البحث عن جثة القتيل)، و(خريجو بنك التشرد الدولي) و(الأقنعة).. وأعتقد أن الدكتور إبراهيم الفوزان عندما كان مدرسًا في (المعهد العلمي) بالطائف كان يعد بحثا أكاديمياً عن (المسرح السعودي) المكتوب -وحينها لم يكن ناصر القصبي وجيله قد بدؤوا التمثيل بعد ولم يكن هناك سوى حسن دردير ولطفي زيني، أما النصوص المكتوبة فقد سبقني في كتابتها صديقي إبراهيم عبدالعزيز الفوزان (ابن عم الدكتور)، وقد كتبت للمسرح قبل كتابة القصة بتأثير منه.. وللحق فقد كان أستاذي وصديقي وكل علاقتي بقراءة (الكتب) ثم بالكتابة تمت بتأثير كتاباته في عكاظ والرياض والجزيرة ولم ينقطع بشكل نهائي إلا عندما سافر لأميركا لإكمال دراسته العليا وكنت حينها قد بدأت عملي كمحرر متفرغ في جريدة عكاظ.
في تلك الفترة انقطعت علاقتي بالكتابة المسرحية.. وليس لدي (مسودات) أو نسخ منشورة من تلك المسرحيات. ثم بعد عودتي من العراق فوجئت بالزميل الصديق ناصر الحزيمي.. يحدثني عن تلك النصوص حديث العارف المتابع ولا أدري كيف استخرجها من أرشيف جريدة الرياض.. لكنه كان كلما التقينا -وكانت لقاءاتنا قليلة- لا حديث له سوى تلك المسرحيات مع وعد -لم يف به أبداً- بأن يرسل لي (صورًا) أو (نسخًا) عنها.. وبدوري لم أهتم أو ألح في البحث والمتابعة لأن المسرح أصبح خارج دائرة اهتمامي ولم أعد له إلا في نحو عام 1999 بعد أن أعدت قراءة (مسودة) مسرحية (الأقنعة) التي كنت قد أهملتها فترة لا تقل عن (خمسة عشر عاما) من ذلك التاريخ واكتشفت أنها تصلح لإعادة الكتابة من جديد وبعد أن أعدت كتابتها تطوع الصديق المبدع الرقيق ياسر حجازي وقام بطباعتها على (الكمبيوتر) وقدم لي عدة نسخ منها وزعتها على (الأصدقاء) وأصر (الفتى الحايلي) الصديق الأستاذ عبد العزيز خزام على نشرها في ثقافة جريدة البلاد التي كان يشرف عليها.. وتذكرتها بعد سنين طويلة عندما شرع ابني محمد في إعداد (موقعي القصصي الحفلة) وبحثت عنها لضمها لـ(الموقع) فلم أجدها -وهنا أجدها فرصة لطلب نسخة منها من الصديق ياسرحجازي- إذا كان ما زال يحتفظ بها لنشرها في الموقع أما بقية المسرحيات التي دأب ناصر الحزيمي على الحديث عنها فلا أعرف عنها أي شيء ولم أكن أريد سوى قراءتها لمعرفة مدى صلاحيتها للنشر أم أنها تصلح للإهمال أسوة بعدد غير قليل من القصص التي نشرتها ثم أهملتها لأنها لا ترقى للمستوى الذي يجعلني أعيد نشرها في (موقعي) أو في كتاب.
وهذا يذكرني بصديقي الأثير عبدالله مبارك الغنيم الذي يقيم حاليًا في القصيم في مسقط رأسه مدينة (عنيزة) بعد أن عرفته ولازمته في (الطايف) منذ أن كنا في سن العاشرة تقريبا.. وبعد أن كبرنا معاً اكتشفنا أنه من هواة جمع (الصور) وأن لديه (ألبومات) بها صور نادرة لعائلته وأصدقائه.. وكنا عندما نزوره في منزله نطلب منه -بنوع من التوسل والرجاء- رؤية (ألبوم) صورنا القديمة لمشاهدتها دون أن نجرؤ على لمسها لشدة ندرتها.. ونستمتع بالسخرية والتندر على أشكالنا.. ويغمرنا ضحك لا مثيل له ونحن نرى (طخخنا) في تلك الصور النادرة ونستنكرها لأنها لم تعد تشبهنا... خاصة بعد أن وصلنا للمرحلة التي تجعلنا لا نرى وجوهنا إلا عندما نرى وجوه أصدقائنا.