مرادي بنت عمار الشكره
التنمر هو سلوك مسيء عدواني يصدر من طفل أو مراهق موجه إلى طفل أو مراهق آخر بهدف الإيذاء.
وقد كان التنمر سابقًا محصور بالمكان والزمان فيكون أحيانًا بالمدارس أو الأحياء أما البيت فيكون هو الملاذ الآمن كما أن له مدة وينتهي بانتهاء الفعل، وكذلك يمكن معرفة من يقوم بالتنمر ومحاولة ردعه عن هذه التصرفات.
أما الآن ومع التطور التكنولوجي وظهور شبكات التواصل الاجتماعي ظهر ما يسمى بال «التنمر الإلكتروني» أو كما يسميه البعض «البلطجة الإلكترونية» أو «الاستئساد الإلكتروني» وهو إيذاء الشخص باستخدام الوسائل الحديثة للتشهير أو المضايقة أو السخرية وقد يصل إلى أخطر من ذلك.
وكما نرى فقد انتقل التنمر من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي فلا مكان محدد ولا زمان فقد يكون في البيت الذي كان يعتبر الملاذ الآمن أو في السيارة أو حتى مع الأهل دون أن يشعروا، أما بالنسبة لمدته الزمنية فإنها غير محددة ويصعب إيقافه، كما أنه لا يمكن معرفة من يقوم بالتنمر لأنه في الغالب يستخدم حسابًا وهميًا.
وقد يتخذ التنمر الإلكتروني صورًا عدة فيكون إما بإرسال رسائل تهديد إلكترونية أو نصية لمضايقة الطفل أو المراهق، أو اختراق الحسابات الشخصية وانتحالها، أو نشر اتهامات باطلة للتشهير أو الإذلال أو الابتزاز.
وتكمن خطورة التنمر الإلكتروني في أنه قد يؤثر على نفسية الطفل أو المراهق ويؤدي إلى الاكتئاب وفي أحيان أخرى قد يصل به إلى الانتحار، فقد أشارت بعض وسائل الإعلام إلى انتحار فتاة مراهقة تبلغ من العمر أربعة عشر عامًا جراء تعرضها للكثير من الرسائل السلبية في أحد مواقع التواصل الاجتماعي مما أثر على حالتها النفسية ومن ثم الانتحار.
وتعود أسباب هذا السلوك أنه قد يكون طفل أو مراهق قد تعرض ء للتنمر فيكون به غضب ويخرجه على الآخرين بإيذائه لهم، وأحيانًا يكون طفلاً طبيعيًا لكن عنده شعور بالنقص ويرى أن غيره أفضل منه فيتنمر عليه حتى يشعر أنه أفضل منه.
ولكي نحمي أبناءنا من التنمر الإلكتروني يؤكد المختصون على أهمية تعزيز الثقة في نفوس الأبناء، وكذلك تقوية جسور العلاقة بين الأبناء والآباء وتشجيعهم على الصراحة والمباشرة في حال تعرضوا لهذا النوع من التنمر، والتأكيد على ضرورة تشديد المراقبة على الأبناء عند استخدامهم لوسائل الإنترنت دون أن يشعروا وهذا من أجل المحافظة عليهم وحمايتهم من التعرض للتنمر الإلكتروني.
ولتجنب قيام أبنائنا بهذا السلوك نؤكد على أهمية تربية الأبناء التربية الدينية الصالحة وتقوية عقيدتهم منذ الصغر، وزرع القيم الأخلاقية في قلوبهم مع تذكيرهم دائمًا بمراقبة الله تعالى لهم في السر والعلن يقول الله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) سورة ق، وتحذيرهم من الوقوع في آفات اللسان يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) متفق عليه.