إبراهيم عبدالله العمار
من أكثر الأشياء انتشاراً قصص الناجحين والذين لا تخلو قصصهم من المثابرة والعزيمة رغم الاحباطات والعوائق، لكن الشيء الذي ينسى هؤلاء أن يقولوه لك أن قوة إرادتهم التي اقتحموا بها الصعاب لم تكن منبعاً لانهائياً، بل الإرادة من الموارد الذهنية الطبيعية, مثل أي مورد آخر فإن لها كمية محدودة.
قوة الإرادة خصلة يتمناها الكثير، ومما وجده العلم الحديث لما درسها أنها تنفد. إذا أجبرت نفسك على شيء (مذاكرة شاقة مثلاً) فستنقص قدرتك على ضبط النفس والإرادة إذا أتى شيء يحتاجها، كأن تمتنع عن طلب الحلوى بعد الغداء. تجارب متعددة أظهرت أن من تقل إرادته بهذه الطريقة أكثر عرضة لأن يستسلم وتضعف همته، وستجد مثل هذه الأمور في مواطن شتى، فمن الأشياء التي تقلل كمية الإرادة في مخك: كبت المشاعر عند موقف مؤثر، محاولة إثارة إعجاب الآخرين، التعامل بلطف مع شخص سيئ الطباع، وما شابه ذلك. ماذا يحصل إذا نفدت قوة الإرادة لديك؟ أعراض عدة: صعوبة الالتزام بحمية معينة، الإسراف في الشراء، العدوانية المفرطة عند استفزازك، الضعف عند ممارسة نشاط جسدي، أداء سيئ في المهام العقلية واتخاذ القرارات المنطقية.
لهذا عليك أن تتجنب المواقف غير الضرورية التي تُنضِب طاقتك الذهنية، كالصراعات الكثيرة على أشياء لا تستحق، وهناك أمر آخر يقوي إرادتك، وهو الطعام، تحديداً الأكل الصحي مثل: مكسرات، بقول، فواكه، خضراوات، حبوب تحوي الألياف مثل الشوفان والشعير والبرغل.
كما ترى فإن قوة الإرادة مورِد يتأثر بأشياء كثيرة، فلا تلُم نفسك لو شعرت بأعراض ضعفه لديك، واعرف أنه مرتبط بظروف مثل تلك المذكورة بالأعلى، وما عليك إلا أن تسدد وتقارب.