فهد بن جليد
وزارة الصحة معنية بشكل مُباشر بعلاج أسنان المواطنين بالمجان، ضمن الخدمات الصحية التي تقدمها الدولة - رعاها الله - الانتشار الكبير لعيادات ومُجمعات الأسنان في شوارعنا، يعطي دلالة أنَّ هناك خللاً ما، إمَّا لأنَّ عيادات الأسنان في المُستشفيات التابعة لوزارة الصحة غير كافية، بدليل الازدحام الشديد والمواعيد الطويلة, أو خوفاً من طريقة العلاج السريعة بالخلع كأقصر الطرق, أو نتيجة لنقص عيادات أسنان مناوبة وطوارئ، أو لأنَّ المواطن يحتاج خدمة علاجية أو تجميلية لا يقدمها المُستشفى الحكومي؟ لذا قد يلجأ إلى العيادات الخاصة.
من المؤكد أنَّنا نحتاج المزيد من عيادات الأسنان في المُستشفيات الحكومية، خصوصاً مع بطالة عدد كبير من أطباء الأسنان السعوديين الذين درسوا على حسابهم في الخارج ولم تستفد منهم الوزارة بعد, كما أنَّنا بحاجة نشر ثقافة الاهتمام والعناية بصحة الفم والأسنان من خلال خطة وطنية فاعلة وملموسة ومُطبقة على أرض الواقع, بإستراتيجية مُستمرة يعمل ضمنها الجميع في المدرسة والبيت والمُجتمع, تستهدف صغار السن تحديداً لحماية أسنانهم مُنذ الصغر, خصوصاً أنَّ لدينا إهمالاً مُجتمعيًا وأسريًا واضحًا في العناية بالأسنان، بسبب غياب ثقافة الحفاظ عليها رغم أنَّنا مُطالبون بالوضوء 5 مرات في اليوم، ما تسبَّب بارتفاع نسبة تسوس أسنان أطفالنا إلى مُعدلات عالمية، هذه المُشكلة ستستمر وتتفاقم أكثر ما لم نواجها بالحلول المطلوبة, حتى لا تكون فاتورة العلاج مُكلفة على وزارة الصحة، ومُرهقة على الأسرة.
صحة الفم والأسنان لا علاقة لها بالغنى أو الفقر ولا بالجهل أو التعلم، كثير من المُجتمعات الفقيرة حول العالم تحركت مُبكراً بعد أن أدركت كلفة فاتورة إهمال الأسنان، لذا نجحت الأسر في تربية أطفالها على الحفاظ على أسنانهم سليمة، فقد تجد عامل نظافة تبدو عليه ابتسامة رائعة وجميلة, وبالمُقابل تُشاهد بروفسوراً في التلفزيون تتمنى أن لا يفتح فاه أبداً, وهذا يعكس أنَّ واقع الأسنان السليمة والطبيعية لا يكون في العيادة، بقدر ما يبدأ مُبكراً مع الشخص كثقافة.
وعلى دروب الخير نلتقي.