د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
يؤمن السعوديون في السعودية العظمى وهم أجيال ومجايلون للرؤية السعودية العملاقة 2030 «بأن الوعي المتفوق بمحفزات التنمية كمفتتح للتطوير وكمؤثر قوي في دوافع الناس العامة وميولهم وتصوراتهم الخاصة؛ أصبح في حاضرنا مرتقى طويل سلمه؛ لا بد له من انعطافة مفصلية في رسم لوحات النهوض بألوانها المتنوعة، وحيازة أدواتها لتحقيق التكامل من خلال المشتركات العامة والخاصة؛ ولقد كانت وما زالت البواعث التنموية مُسْتَوْعَباً مكيناً لتحقيق الأمان والاستقلالية والثقة، وليست الرؤية إلا انتقال إلى الآمال والتطلعات في آفاق الوطن، ولقد تواشج مقالي هذا مع نواتج تبشّر بمستقبل واعد متين في منطقة الحدود الشمالية، حيث «وعد الشمال» وبريق المعادن وصلابة الأرض وصفاء السماء ودرب «زبيدة» الصحراوي الندي بذكراه «وأخرى تحبونها» وحيث وجدت المرأة السعودية الشمالية كما هي في بلادنا كلها وجدت متكآت وافرة لرفع محصلة المكتسبات المعرفية التي تصنع العقول التواقة للمشاركة الحقيقية في التنمية المجتمعية في عرعر وما يتبع منطقة الحدود الشمالية من المحافظات والمراكز، وكانت شواهدنا ومشاهدتنا إعلاناً جديداً لوجه المرأة الشمالية المختلف الآن كما هو تفرّدُنا الآن في وطننا السعودي الكبير...
وقبل أن يغوص القارئ الكريم في تفاصيل المشهد ليستكشف حديث المنجزات الذي يقابله جد ووجد في وجدان كل امرأة باسقة هناك في عرعر البيضاء النقية؛ وفي علائق الحدود الشمالية الأخرى؛ فإطلالة على ذلك المرتبع الحبيب من بلادنا كفيلة بالإجابة، ولقد حظيتُ مع طوق من القيادات الملهمة في بلادنا بدعوة كريمة من إمارة منطقة الحدود الشمالية لنتحدث مع المرأة وللمرأة هناك على منصات «ملتقى التكامل في صناعة التنمية المجتمعية؛ نماذج ومحفزات» في يومي الأربعاء والخميس 29 - 30 من شهر صفر الماضي، وحيث كان المتطلب رؤية حضارية تحققُ فيها روح المرأة الشمالية مدْرَكات المعرفة، وتحديات الوصول النهضوي بمفهومه الواسع الشامل؛ وكان الملتقى منصة عليا لاستلهام نموذج القيادة المنجز الذي يحسن التعاطي مع التحديات لتكون له باعثاً وداعماً، في الملتقى جسّدتْ نساء الحدود الشمالية الاحتفاء بالأرض والحفاوة بالوطن الكبير، وكان في الملتقى إطلالات قوية على كنوز النساء الشماليات وقدراتهن وطموحاتهن وتطلعاتهن؛ كما أضاء لنا الحوار معهن أن هناك مشروعاً تنموياً خالداً تحتضنه نفوس تتوق لحيازة جوائز السباق والفوز فيه، وأن هناك يقيناً بإيفاء الوعد في «وعد الشمال».
وفي كل مركب تنموي أُعلنت تفاصيله في إستراتيجية «إمارة الحدود الشمالية» بقيادة أميرها الشاب فيصل بن خالد بن سلطان الذي حتماً ستورق ُ الرمال بين يديه، وامتلأت نفوسنا بعد النقاشات وأوراق العمل في ملتقى التكامل.... «بما يؤكد أن المرأة شريك قوي أمين في صناعة التنمية المجتمعية والنهضة الشاملة في المنطقة وأن النساء يمثلن سقف أمان جدير بالثقة، وأن خطط المنطقة لتمكين المرأة أخذت عدة جوانب تنموية وحافزة وميسرة فأجاد التخطيط التنموي في إمارة الحدود الشمالية اصطياد لحظات القدرة عند نساء المنطقة فأجادوا احتواء التنوع النسائي في المؤهلات والخبرات..
وفي جولتنا القصيرة العميقة كان لنا خط رحلة استكشافية للحراك النسائي التنموي الجديد الذي تشهده منطقة الحدود الشمالية ممثلاً في بعض أنشطة الأسر المنتجة والدعم اللا محدود لذلك النشاط وهو حتماً اقتراب مجتمعي ذكي رصين، والمكتبة العامة في عرعر وهي صرح تقود المرأة بعض أوعيته القرائية وبرامجه، وهناك في عموم المُدْرَك التنموي عند المرأة الشمالية منصات ذهنية دائمة؛ وقد أُعدتْ لذوات الطاقات الثمينة من مواهب المنطقة متكآت عليا ليحدثن فرقاً في سوق الإنتاج، فالنادي الأدبي والثقافي الذي ينبئ حراكه عما تعنيه الثقافة الممزوجة بالتنمية المجتمعية، وجمعية الثقافة والفنون التي أسهمت في دخول ثقافة العصر الحديث لمجتمعات منطقة الحدود الشمالية، وغيرها كثير!
وغادرنا «عرعر» بعد اللحظات الفاخرة التي صنعت جمال التلقي في مجتمع المرأة، وحتماً سوف تُصهر هناك مميزات المرأة الشمالية إلى مميزات تُصاغ وتعمل بإذن الله وتمضي قُدُما.
بوح أخير..
يا موطنا لبس النساء قلائدا
فيه تدلت مثل زُهْر الكوكبِ
قد كنتُ قبل اليوم أنهلُ وِرْدَكم
واليوم أشعلُ من ضياكم مركبي