فوزية الشهري
كتب الصحافي «محمد العرب» في تغريدة بالتويتر (اليوم حدث شيء أصابني بالذهول، قيادي حوثي أسير في مديرية كتاف المتاخمة لنجران تعيش زوجته وأبناؤه وأمه وأخوته وأبوه المريض في نجران ويأخذون مساعدات من مركز الملك سلمان للإغاثة، يقول أرسلتهم للسعودية لأني لا أثق بأحد لتركهم في صعدة. حتى أعداء السعودية يثقون بأنها ستكرم من يلجأ إليهم).
ولقاء في جريدة عكاظ مع الدكتور كساب العتيبي (وهو معارض سعودي سبق انضمامة للمسعري والفقيه، وعندما عرف حقيقة توجههم انفصل عنهم ثم عاد إلى السعودية) يقول إنه لم يتعرض لأي تهديد طوال سنوات وجوده خارج المملكة ولم يُسجن بعد عودته، وإنه يتمتع بحرية مطلقة في بلادة. هذا هو الأسلوب الراقي المعهود من دولتنا الرشيدة في التعامل مع كل مخالف لها، وهذا ما عُرف عن السعودية على مر الزمن.
وأيضاً صورة الجندي السعودي الذي يحمل طفلاً في اليمن حفاظاً على حياته، بعد حدوث إعصار لبان في المهرة ويقدم الغذاء والدواء لليمنيين، وقد تناقلتها حسابات كثيرة بمواقع التواصل الاجتماعي والتي كانت بكل صدق تقول لكل من شاهدها «هذه السعودية بكل تجرد، وهؤلاء هم السعوديون، هذه مملكة الإنسانية والسلام».
هذه مواقف ومشاهد وأحداث قليل من كثير، ومع هذا نعاني من تكالب الأقلام المأجورة والقنوات ضدنا، ويقود هذه الهجمة المسعورة المسيسة إعلام (الدويلة) على رأسهم قناة الجزيرة وبعض الصحف التركية، ولحق بهم بعض الصحف والقنوات العالمية التي وجدت في تلك القضية متنفساً لها للتعبير عن حقدها على السعودية أو لمصلحة سياسية أو ربما يكونون ممن تم شراؤهم وتوظيفهم ضدنا. وهذه السياسة ينتهجها نظام الحمدين ويدفع من أجلها الكثير. في ظل كل هذا نفتقد تواجد إعلامنا بالصورة المطلوبة بوجود يوازي حجم ما يحدث من هجوم مسيس ضدنا، فقد أصبحت السعودية وقضية خاشقجي مادة إعلامية عالمية دسمة لبث الإشاعات والإتهامات، الكثير منها مجرد تلفيقات وفبركات يتناقلها مسوخ السياسة والإعلام.
وما زال إعلامنا في موقع ردات الفعل ونقل الخبر فقط ولم يصل إلى أن يكون هو المؤثر والحاضر في كل حدث بقوة، ومع كل أزمة يصعدها مرتزقة الإعلام ضدنا حيث نفتقد إعلامنا الخارجي، ونفقد الصوت الذي يصل إلى الآخرين ليحدثهم ويصحح الصور التي تصل لهم بلغتهم، نفتقد وصول الحقيقة دون تشوية ونفتقد أصوات النخبة من مجتمعنا التي تخاطب المجتمع الغربي، ولن نصل إلى ذلك دون إعلام خارجي قوي، لا نريد خطاباً موجهاً فقط إلى الداخل، رغم ضرورة مخاطبة الداخل، لكن نحتاج قوة إعلامية خارجية بنفس قوة تماسكنا داخلياً والتي رأها العالم أجمع بعد كل أزمه تمر بالسعودية والتي يأتي الرد الأقوى دائماً من حسابات وطنية ومثقفين وكتاب ومسؤولين بطرق فردية تبرهن للعالم أننا على قلب رجل واحد وأننا نعي كل المؤمرات التي تحاك ضدنا.
نعود لإعلامنا، يجب أن توضع إستراتيجية إعلامية للتخاطب مع الإعلام الخارجي لتعديل الصورة عن المملكة التي أفرزتها الحملات المغرضة حتى نتمكن من التأثير في وسائل الإعلام العالمية ونقل المواقف الإيجابية والجهود البناءة التي تبذلها المملكة على المستويين العربي والدولي.
الزبدة:
تكمن مشكلة عدم تحديد الهدف في أنه من الممكن أن تقضي حياتك في السعي ذهاباً وإياباً في الملعب دون تسجيل أهداف مطلقاً.