إبراهيم الدهيش
- يمكن اعتبار المنجز الوطني لمنتخبنا للشباب تحت (19) عامًا ترجمة فورية لمقولة ولي العهد -حفظه الله-: (همم السعوديين كجبال طويق...) فقد أجاد أبطالنا الترجمة وبرعوا في التوقيت وكانوا عند حسن الظن بهم.
- وبقدر ما رفع المنجز رؤوسنا بنفس القدر أسعدتني كما غيري تلك الكوكبة من النجوم اللامعة الواعدة والتوليفة الرائعة من الكفاءات الإدارية والفنية الوطنية التي أثبتت جدارتها وبأنها على قدر كبير من تحمل المسؤولية والأمانة.
- نؤمن بأن لدينا العديد من المواهب وبأن كرتنا الخضراء منبع للنجوم ما يجعلنا مطمئنون لأعوام تالية ولدينا القدرة بما نملكه من أدوات وطموحات على صناعة المستقبل بالكيفية التي تجعله أفضل من أمسنا خاصة ورياضتنا تعيش دعمًا استثنائيًّا غير مسبوق من القيادة العليا ومن هيئة الرياضة واتحاد اللعبة.
- وفي المقابل من غير المعقول ولا المقبول أن يكون لدينا هذه المقومات وتلك المواهب بهذه الكمية والكيفية ونتسول رأس حربة ونعتمد على من لا يملك من المؤهلات سوى (الركض) ونبحث عن مدافع قادر على التمييز بين الأداء الرجولي والتهور ونضطر لأن نستدعي من بلغ أشده ولم يبق لديه سوى (أن يشكر نعمة ربه ويعمل صالحًا...)!
- ومن هذا المنطلق علينا أن نحافظ على هذه المواهب ونبدأ في صناعة منتخب للمستقبل تكون هذه العناصر نواة وبذرة له. كيف؟ أعيد وأكرر ما قلته في مقالة الأسبوع الفارط بأن برنامج الابتعاث الخارجي الذي أقرته الهيئة ويتولى مسؤوليته النجم الخلوق نواف التمياط يظل الخيار الأفضل وأضيف أنه بالإمكان محاكاة تجارب سبقتنا إليها عدد من الدول تتلخص في مشاركة هذه المواهب كفريق بأجهزته الفنية والإدارية في الدوري العام وإن كنت شخصيًا أرى مشاركتهم في دوري محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى لعدة اعتبارات لا تسمح المساحة بتفنيدها خاصة وأن فرص مشاركة غالبيتهم مع أنديتهم في دوري الشباب تبدو ضئيلة فضلا عن مشاركتهم مع الفريق الأول كما حدث ويحدث لنجوم الأولمبي بعد إلغاء المسابقة الخاصة بهم مما تسبب في اختفاء (28) لاعبًا أولمبيًّا تحت (21) عام تألقوا في أسياد جاكرتا!!
- ويبقى الأهم أن نعيد قراءة أنفسنا وألا نكرر أخطاء الماضي. لقد خسرت كرتنا مواهب عدة كان يمكن لها أن تقدم الكثير لكرة الوطن!
- وعودًا على بدء أقول شكرًا لكل من ساهم في صناعة الفرح بتوقيت ولا أروع كون الرياضة لم تعد (جلدًا منفوخًا) فقط فلها رسائلها الخاصة وتأثيراتها العابرة للقارات وعودة حميدة لكرتنا السعودية وفأل خير لما هو آت.
لست وحدك يا نور!!
- (أتمنى أن يكون الاتحاد أمام كل الفرق كما هو أمام الهلال بذات التركيز والحماس) لم تكن وحدك يا محمد نور من قال بذلك ولم يكن الاتحاد وحده من يقابل الهلال بترتيبات استثنائية لدرجة (الطوارئ) فغالبية الفرق خاصة ممن أشغلهم وانشغلوا به تفعل ذلك كإرث قديم بفكر متجمد لا يتوافق مطلقًا مع مرحلة احترافيتنا ولا ينسجم مع فكر مجتمع رياضي أصبح على درجة من الوعي و(المفهومية) ما يؤهله لأن يقرأ ما بين السطور ويجعله يميز ما بين التخطيط والتخبط. يفعلون ذلك كون التعادل معه يعتبر فوزًا وهزيمته بطولة ناهيك عما تمثله مواجهته من فرصة للباحثين عن الأضواء وفي الجانب الآخر فرصة لـ (الغلابة) لتحصيل حقوقهم وتسوية أوضاعهم. هكذا هو الهلال وهكذا هم الصغار عندما يقابلون الكبار!
- وفي النهاية. دمت يا وطني شامخا ودامت أفراحك وحفظ الله لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وقيادتنا التي هي مصدر عزنا وفخرنا ووطننا المعطاء وأدام علينا نعمة الأمن والأمان... وسلامتكم