د.عبدالعزيز الجار الله
جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان -حفظهما الله- إلى المناطق الشمالية والشمالية الغربية الزيارة التنموية والاجتماعية والإجرائية لتنفيذ وتدشين وافتتاح المشروعات لتدليل على مدى وضوح سياسة الدولة في نشر التنمية وجعلها ثقافة إدارية وتخطيطية في تقارب فرص المشروعات بين المناطق.
ينظر إلى القصيم في التاريخ القديم إلى أنها منطقة جغرافية تمثل دور الوسيط و(الوسطاء) والناقل في الممر الحضاري ما بين شط العرب وشمال الخليج العربي والعراق (شرق العالم الإسلامي) وبلاد الشام، والشمال الإفريقي ومصر، وبين المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة والتي عرفت في التاريخ المبكر وحتى في التاريخ المتأخر بطريقي البصرة والكوفة (درب زبيدة الشهير وطريق الحج البصري) ثم ورثت مسارات الطرق رحلات العقيلات الرحلات التجارية والصلات الحضارية مع بلاد وادي الرافدين والهلال الخصيب ونهر النيل، وعبر هذه الطرق رحلت قوافل العرب من كل بقاع الجزيرة العربية بما فيها القصيم لنقل رسالة الإسلام لجميع أرجاء العالم مبشرة بالدِّين الجديد والرسالة المحمدية، كما ينظر للقصيم أنها منطقة التمور وهي في واقعها قصائم النخيل في حواء الرمل وهذا هو حال معظم بلاد القصيم نخيل ورمل وهضاب وحافات ميزت المنطقة، وجبال زادتها جمالاً وجعلت ما بينها مراعي وسهوب طبيعية وطرق لقوافل الحج والتجارة.
الذي لفت الأنظار إيجاباً هو قدرة إمارة منطقة القصيم المنظمة لحفل الاستقبال أنها خلال الأوبريت استطاعت أن تروي حكاية التاريخ الحضاري للمنطقة مع ربطه بحاضر ومستقبل المنطقة، وركزت على جيل الشباب وهي مرحلتهم وزمانهم، قدمت روحاً شابة على المسرح تتماهى مع الحاضر والحلم الجديد، وأبقت على السعفة رمزية النخلة والعطاء المتجدد والمستدام، استطاعت إمارة منطقة القصيم أن تحكي حكاية القصيم المخضبة بالوطنية ونفس الشباب المتطلع إلى قصائم يتعدد فيه الإنتاج، ولون الرمل المصفر الذي يرمز مرة لحنين الماضي ومرة أخرى للكثبان المتجدلة والمتطاولة، وحافات جبالها الحدية والمتدرجة تغيص بالقيعان لتشكل أجمل الأرياف.
عبرت القصيم عن نفسها وقدمت صورة لملك العزم والحزم والعطاء الذي ضخ في اقتصادها المليارات وهي من أهداف الزيارة، تحريك الاقتصاد المحلي والتسريع في الإنجاز وتحويل المشروعات إلى كيانات قائمة وتعمل.