عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) كنت أتمنى أن أشاهد الفرحة العارمة والمبالغ فيها من قبل الأهلي بعد فوزهم الأخير دورياً على فريق النصر في الجولة الثامنة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، والفريق يحقق بطولة المسابقة ويتوج كأول فريق يفوز في الدوري باسمه الجديد والاستثنائي، وكنت أتمنى أن أشاهد هذه الضجة والفرح المبالغ فيه والفريق يحقق بطولة القارة والذهاب للعالمية.
حقيقة لم أجد تفسيرا مقنعا لما حدث سوى (الحرمان) والله اعلم، فلم يقتصر الفرح والردح والمرح على لاعبي الفريق الذين فازوا وتعبوا وأمتعوا، وليس هناك أدنى شك أنهم «يستاهلون» الفوز، ولكن أن تصل بالقائمين على كيان الأهلي بكامله من التبجح وإلغاء مبدأ المنافسة، وتأكيداً لما سبق ذكره انظروا إلى مكافأة الفوز عشرين ألف ريال ما هذا؟ وماذا يدل عليه؟ لم يع المسئول أنها مجرد مباراة وثلاث نقاط قد تخسرها في أي لقاء، كيف يلغي رئيس النادي مبدأ المنافسة وهو لم يفق من خسارته المذلة أمام فريق الاتفاق بستة أهداف مع الرأفة، وماذا سيفعل الأهلاويون لو تصدروا الدوري، هل سيلغون ويهمشون بقية الفرق؟ الله اعلم.
اختزل الأهلاويون فوزهم على النصر بنهاية المنافسة واقتصارها على الفريق الهلالي، وهذا أكبر دليل على ضعف الرؤية وقلة الخبرة وعدم التعود على الفرحة وتحقيق الإنجازات، وقد سبق أن انتقدت تصريحا سابقا لرئيس الأهلي عندما اعتبر أن المنافسة مع نادي الاتحاد قد انتهت، واعتقدت أنها من باب (الإثارة) للمنافس التقليدي والجار المونديالي، ولكن بعدما شاهدت كما شاهد الجميع أسلوب التقليل من المنافسين عند أي فوز، وإلغاء مبدأ المنافسة ومحاولة وضع الفريق كمنافس أوحد للمتصدر، أدركت الآن أن سنين الحرمان وقلة الفوز والخسائر المتتالية والثقيلة والمتكررة هي من تحدث مثل هذه الصدمات العكسية، التي تنم عن ضعف ثقافة المنافسة وغياب ثقافة الفوز والخسارة ودهاليز اللعبة التي قد تخدمك فيها النتائج المؤقتة، وقد تعود كما كنت تتمنى أن يكون موقعك في مأمن عن المراكز الخطيرة والمتأخرة، ولكن الأيام والأحداث كفيلة بأن تعلم وتعدل من هو جديد في الساحة، وكيف يدرك مبدأ المنافسة والنفس الطويل واحترام المنافسين دون استثناء.
نقاط للتأمل
- نكرر التهنئة الصادقة للقيادة السياسية والرياضية وللشعب السعودي العظيم بفوز منتخب الشباب بكأس القارة وتربعه وتسيده للقارة، وهذا ليس بمستغرب على شباب وأبناء الوطن، والحمد لله أن كل شيء سعودي من كوادر فنية وإدارية، والتهنئة موصولة للمدرب القدير خالد العطوي وللكابتن الصديق العزيز عمر الغامدي الذي يستحق الإشادة به كنجم ولاعب سابق واليوم يتميز إدارياً، والحمد لله على وطن لا يتوقف عن الإنجازات والتميز في جميع المجالات.
- الفوز على فريق كبير على أرضه وبين جماهيره له طعم خاص فقط على من يفتقر إلى الفوز على الكبار، والمبالغة في الفرح قد تشكل أمرا عكسيا على الفريق وأجهزته الفنية والإدارية، وقد تشكل صدمة أكبر لدى المدرج في أول إخفاق وهذا متوقع عطفاً على سيرة الفريق وتعثره الدائم خاصة مع فرق الوسط وهو يلعب على أرضه وبين جمهوره، وفوزه الخارجي وتغلبه الداخلي لا يعني انه قد وصل إلى أي إنجاز، فلا زال المشوار طويلا عربياً ومحلياً، فقليلاً من الهدوء والواقعية والتعامل مع الأحداث بهدوء ومنطق أكثر للعقلانية.
- لا أعلم ما هي نتيجة لقاء فريق النصر مع فريق مولودية الجزائر ولكن كل ما أتمنى أن يكون العالمي قد سجل نتيجة تريحه في مباراة الأيام والتي بالتأكيد ستكون صعبة والتي ستكون في العاصمة الجزائر، وفريق كبير كالنصر لا خوف عليه متى ما تم توظيف لاعبيه الكبار كما يجب، فالفريق يعج بالنجوم المحليين والمحترفين الأجانب ولكن الأهم هو كيف يتم تسخير إمكانياتهم الكبيرة داخل المستطيل الأخضر، إضافة إلى قراءة المنافس جيداً والذي من خلاله يتم وضع الخطة المناسبة وإجراء التغييرات حسب حاجة الفريق ونقاط القوة والضعف للفريق المنافس فبالتوفيق للعالمي أينما حل.
- احتار الشارع الرياضي بكامله مع تقنية الفار الجديدة في ملاعبنا، ففي لقاء يعود الحكم إلى التقنية مع كل صغيرة وكبيرة وفي لقاء آخر يطنش وكأنه لا يوجد أي تقنية، ناهيك عن أن بعض الحكام لا يهتم بما يطلبه منه اللاعبون حتى قائد الفريق لا يتم الالتفات له، وفي المقابل نجد أن بعض الحكام ينصاع لأي طلب ولأي لاعب، فالحقيقة أنها تقنية جيدة وتعطي كل ذي حق حقه ولكن عدم وضوح أسلوب العمل من خلالها هو من جعل الشارع الرياضي منقسم إلى قسمين بين مؤيد وبين رافض للفكرة، فكل ما نرجوه ونتمناه هو أن يكون هناك مزيد من الوضوح والشفافية حول تقنية قد تكون إلزامية يوما ما.
خاتمة
اللهم احفظ بلادنا من شر الأشرار وكيد الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار، اللهم ألبس بلادنا لباس الأمن والأمان وأدم علينا أمننا واستقرارنا وعقيدتنا وقيادتنا، اللهم من أراد بلادنا بسوء فاشغله في نفسه واجعل كيده في نحره يا رب العالمين.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.