«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
استطاع المنتخب السعودي بقيادة مدربه الشاب خالد العطوي تحقيق منجز آسيوي جديد، وذلك حينما قاد الأخضر الشاب لتحقيق اللقب الآسيوي تحت 19 سنة، والتأهل لكأس العالم للشباب تحت 20 سنة في بولندا بدون أي خسارة، وبمستويات أبهرت الوسط الرياضي السعودي والخليجي والآسيوي، ليسجل العطوي اسمه في قائمة المدربين الوطنيين المنجزين.
الجزيرة التقت بالمدرب خالد العطوي وتحدثت معه حول الإنجاز الأخير، وكيف استطاع المنتخب السعودي الشاب من تجاوز عقبة منتخبات كبيرة في آسيا مثل استراليا واليابان وكوريا، وتحقيق اللقب الثمين، وما هي خطتهم للمستقبل، كل ذلك تجدونه في الحوار التالي.
نبارك لكم تحقيق كأس آسيا تحت 19 سنة والتأهل لكأس العالم 2019 في بولندا!؟
-الله يبارك فيكم، ومبروك للجميع هذا الإنجاز الوطني.
كيف حقق المنتخب اللقب الآسيوي!؟
-أولاً جاء هذا الإنجاز بعد الدعم الكبير من حكومتنا الرشيدة، وبعد متابعة واهتمام معالي رئيس هيئة الرياضة، وجاء بعد تخطيط وجهد من الأجهزة الإدارية والفنية والطبية، إذ وضعنا أمامنا عدة أهداف، ووضعنا أمامنا أرقام وإحصائيات كنا نريد الوصول إليها، والحمدلله تحقق الهدف.
هل واجهتم صعوبة في تحقيق اللقب!؟
-لا، وكل ماكنا نتتظره هو مرور الوقت فقط، وهدفنا المباراة النهائية وتحقيق اللقب، فنحن كان لدينا ثقة بالله ثم في أنفسنا، ورسمنا هدفنا قبل التصفيات، وكنا نريد الوصول لكأس العالم ونحن أبطال، وهذا الطموح وصل للاعبين وكل الأجهزة التابعة للمنتخب.
انتصار على أستراليا ومن ثم اليابان فكوريا، هذه المنتخبات تُصنف من ضمن أكبر منتخبات آسيا، كيف استطاع المنتخب الانتصار عليها!؟
-استطاع المنتخب الانتصار على تلك المنتخبات وغيرها بفضل عمل الجميع، إذ كان هناك عمل فني كبير، وجهد مضاعف، فنحن أتينا بإحصائيات لمنتخب اليابان بطل نسخة 2016 من كأس آسيا للشباب، وعرفنا كم نسبة استحواذه في المباريات، وكم عدد التمريرات، وكم عدد استرجاعه للكرة، وكم عدد كسبه للصراعات الهوائية والأرضية، وغيرها من الاحصائيات المهمة، وقتها اجتمعنا على أننا لابد أن نتجاوز تلك الأرقام متى أردنا تحقيق اللقب، وكنا بعد كل مباراة من المباريات التحضيرية نقيس وصولنا في الاحصائيات، ودخلنا البطولة ووجدنا أنفسنا نتطور من مباراة إلى مباراة، وحينما وصلنا لمباراة اليابان وجدنا أنفسنا متفوقين عليهم في البطولة في جميع الأرقام، ولذلك قلنا للاعبين لابد أن نتفوق على اليابان مستوى ونتيجة».
هل من الممكن أن تشرح لنا كيف استطعت صناعة نجوم من خلال هذه التشكيلة المثالية!؟
-نحن عملنا جولات كثيرة، من شمال المملكة حتى جنوبها ومن شرقها حتى غربها، وكنا نبحث عن لاعبين من نوعية تناسب أسلوبنا وفلسفتنا التدريبية، وكنا نبحث عن عقلية ايجابية، وللمعلومية بعض هؤلاء اللاعبين اخترناهم من دوري المناطق، مثال محمد الشنقيطي من فريق الأنصار، ومهند شنقيطي من فريق أحد، وحامد الغامدي من فريق الاتفاق، وكل هذه الفرق كانت تلعب في دوري المناطق حينما اخترنا اللاعبين.
المنتخب السعودي تميز بالسرعة والانضباط التكيكي، كيف وصل المنتخب لهاتين الميزتين!؟
-ليس هذه الميزتين فقط، بل كنا نتميز في الاستحواذ والضغط العالي واسترجاع الكرة السريع، وكان لدينا اللا مركزية الهجومية.
أيضاً المنتخب كان يلعب على الكرات البينية والقصيرة، هل تم تدريبهم عليها منذ وقت مبكر!؟
-وهل كنت تتوقع بأن هؤلاء اللاعبين أتوا من أنديتهم بهذا الشكل، نحن بقينا معهم شهرين قبل بدء البطولة، وعسكرنا في التشيك 21 يوما وجئنا للطائف على مرحلتين كل مرحلة بقينا 12 يوما، ومن ثم عسكرنا في الرياض 7 أيام، وقبل البطولة عسكرنا في أندونيسيا أسبوعين، وكنا نحرص من خلال هذه المعسكرات على رفع مستوى التدريب، لدرجة أن جري اللاعبين في المعسكرات لا يقل عن 11 كيلو والأغلب 13 كيلو، وهذا رقم عالمي وليس بعادي، نحن قمنا بعمل فني كبير، جاءت نتائجه في أرض الملعب.
وماذا عن تميزكم في الأرقام من ناحية الفوز وعدم الخسارة!؟
-نحن منذ استلمنا تدريب منتخب الشباب مواليد 98 والحالي مواليد 99، لعبنا 16 مباراة فزنا فيها جميعاً، واستطعنا تسجيل 41 هدفا، ولم نستقبل سوى 7 أهداف، هذه أرقام ليست بسهولة، وعلى مستوى كأس آسيا لم نتعادل ولم نخسر، بل كسبنا جميع المباريات، وهذا يعود لتميز العاملين معي مثل المساعد أحمد المالكي وعبدالله المهيدب معد بدني وماجد الغانم مدرب حراس، وزامل التميمي محلل فني.
ماهي طموحاتكم في كأس العالم!؟
-طموحاتنا كما هي طموحات سمو ولي العهد لا حدود لها، وتلامس عنان السماء، وسنقاتل لنصل لأبعد مكان يمكن الوصول إليه في كأس العالم.
أين تتوقع أن تصلوا!؟
-في كأس العالم سترى.
روح اللاعبين كانت واضحة من خلال أداء اللاعبين للنشيد الوطني، من أين استمد هذه الروح!؟
-هم يعون بأنهم يمثلون وطن اسمه السعودية قائدة العالم الإسلامي، ومن الطبيعي أن يستشعر اللاعب وطنيته تجاه وطنه، ولو لاحظت بأنه لم يمر يوم وتحدث أحد عن المكافآت المالية، وحتى داخل المنتخب لم نذكر للاعبين بأننا ننتظر مكافأة، بل كنا نلعب لاسم السعودية فقط.
ماذا يعني لكم استقبال معالي المستشار رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ!؟
-يعني لنا أهميتنا الكبرى، وهذا ماوجدناه حينما استقبلنا معالي المستشار، وكلماته كانت تلامس العقول والقلوب، وكانت متحفزة لنا جميعاً.
ماهي خطتكم للمرحلة القادمة!؟
-سيكون لدينا عدة اجتماعات قريبة مع المسؤولين في اتحاد القدم، وسنضع الخطوط العريضة للبرنامج، وللمعلومية نحن نجد دعم غير مسبوق ومحظوظين فيه.
أين سيجد اللاعب نفسه بعد العودة من كأس آسيا!؟
-اللاعب لابد أن يعي بأنه متى أراد الوصول للأفضل فلابد أن يبذل قصارى جهده.
أين سيلعبون؟؟
-اللاعب هو من يحدد، وذلك عن طريق مجهوده وثقته بنفسه وفرضه لشخصيته.
هل لديك عقد رسمي مع اتحاد القدم!؟
-نعم لدي عقد رسمي مع اتحاد القدم، ولكن عقدي مع الوطن مفتوح.
مستمر مع المنتخب!؟
-نعم مستمر، وتواجدي مع المنتخب تشريف لي.
على المستوى الشخصي متى انطلقت كمدرب!؟
-أمس.
إلى أين ستصل!؟
-طموحي لا حدود له، وعندي أهداف كثيرة، ولن استعجل على تحقيقها.
من فتح لك المجال لتدريب المنتخب السعودي الشاب!؟
-الأمير عبدالله بن مساعد رئيس هيئة الرياضة السابق، وأحمد عيد رئيس اتحاد القدم السابق.
لو عرض عليك تدريب فريق من فرق دوري المحترفين هل توافق!؟
-في الوقت الحالي تركيزي منصب على كأس العالم للشباب، ولاحقاً أنا مدرب سيبحث عن الأفضل، وطموحي التدريب في الدوريات الأوروبية.
كلمة أخيرة!؟
-أشكر الشعب السعودي وجميع الرياضيين الذين دعمونا منذ أول مباراة وحتى آخر مباراة، وكانوا إيجابيين في كل حالاتهم، ووقفوا معنا بكل قوة، وهذا غير مستغرب على جمهور واع.