د.خالد بن صالح المنيف
أم كلثوم قديماً نصحت، وقالت:
فتعلَّم كيف تنسى
وتعلَّم كيف تمحو.
النسيان نعمة، وهو عملية فسيولوجية إرادية، وجزء أصيل من عملية الذاكرة!
وهذه خطوات عملية لتفعيل عملية النسيان للماضي المؤلم:
1- الإيمان بأن الحياة مد وجزر، خير وشر، يوم لك ويوم عليك، وهذا المبدأ يخبرنا عن أحد أهم أخلاق الحياة رسوخاً، ويجعلنا أكثر كفاءة في التعامل مع أحداثها.
2- تعلم أن تهون كي تعيش، ابدأ من الآن، أغلق باب التنديد والمسكنة! نحن نعيش اليوم وليس الأمس، إن ما مر بك، مر بكل إنسان لكن بألوان مختلفة، لقد عاش «نابليون» في قمة الجاه والسلطة والشهرة، لكنه قال في «سانت هيلينا»: «لم أعرف ستة أيام سعيدة في حياتي»! بينما عبرت «هيلين كيلر» العمياء الصماء البكماء: «أجد الحياة جميلة جدا!».
3- تعلم مهارة النسيان، ونظف أرشيف عقلك باستمرار، ولا تحتفظ فيه إلا بالجميل من الذكريات! أما المؤلم منها، فاقطف منه: العبرة والحكمة.
4- لا تصدر حكماً قاطعاً، ولا تتخذ موقفاً حاسماً من كل حادث سيئ تمر به، وتدمر حياتك بسبب شخص أو موقف تافه، ولو أننا اتخذنا موقفاً من كل حادثة فسوف يقتلنا القلق، وتتآكل أعصابنا. شد يهودي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال: «يا محمد! اقض ديني، فإني أراكم مطل يا بني هاشم»، أولاً: أساء إلى رجل محفوف بمحبيه وفاديه، وثانياً: تعدت يده عليه، وثالثاً: ناداه باسمه مجرداً وليس بينهما سابق صحبة، ورابعاً: طعن فيه، بل وفي جميع أهله؛ فما زاد النبي - صلى الله عليه وسلم- على أن ابتسم، وأمر بدينه ليدفع له، والقصة مشهورة، حيث أسلم اليهودي بعدها، وقد أراد أن يختبر صفة الحلم المذكورة فيه في التوراة.. يقول «ستيفن كوفي»: «تعلّم فن النسيان.. تعلّم كيف تنسى لتعيش.. لا تتخذ موقفاً من كل حادثة تمر!
5- إذا تعرضت لحادثة خاصة؛ كأن يغمزك أحد أو يشتمك، أو يتهمك، أو ما شابه ذلك؛ فتعامل معه على أنه من لوازم الحياة، فليس كل البشر على خلق؛ لذا، لا تلق له بالاً، لا تعره أهمية، في كثير من الأحيان يريد الشخص السيئ أن يجذب الانتباه بصياحه، لا تستجب لمطلبه، تعلّم كيف تتجاوز صغائر الأمور، وثق أنك أكبر من ذلك.
6- رد الأفكار المزعجة من ذهنك: إذا كانت هناك فكرة معينة تريد أن تنساها، يمكنك أن تجبر نفسك على نسيانها من خلال «النسيان الفعّال». بالطريقة نفسها التي يمكنك بها أن تدرب نفسك على تذكّر شيء ما؛ فإن الدراسات أثبتت أنه يمكنك أن تدرب نفسك على النسيان أيضاً، وتأكد أن الذكريات السيئة لا تبقى إلا إذا أمددناها بالحياة وغذيناها بالتفكير المتواصل والحديث المستمر في أي وقت تطرأ على ذهنك فكرة غير مرغوب فيها، اطردها من تفكيرك, قل لنفسك بصوت عال» لا، لن أفكر في هذا!», كرر هذا «التكتيك» مراراً وتكراراً، وتذكَّر أن النسيان سوف يتطلب بعض الوقت والجهد، مع الوقت سوف تبدأ في نسيان تفاصيل هذه الذكرى، وفي نهاية المطاف فسوف تغيب الذكرى عن ذهنك.
7- املأ عقلك بأفكار سعيدة: حاول أن تغرق الأفكار السلبية بالأفكار السعيدة، فكر في العديد من الأفكار السعيدة؛ حتى تزول كل الهموم عن بالك. ابدأ بالإشادة بالأشياء التي تحبها في نفسك (حتى الأشياء الصغيرة جداً)، وانتقل إلى الإشادة بالأشياء التي تحبها في حياتك بشكل عام, على سبيل المثال، يمكنك أن تفكر في أفكار من قبيل، «لدي شعر جميل» أو «مرضي قليل « أو «أنا أجيد الإلقاء»، «أنا أعيش في مدينة جميلة»، «أبي وأمي لا يزالان على قيد الحياة»، «لدي أسرة».