فهد بن جليد
باحثو جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) نجحوا في استزراع نباتات ومحاصيل باستخدام تقنية تحمُّل (الملوحة) في المياه أو التربة، جابرييل فين عالمة الأحياء الألمانية بجامعة كاوست وفريقها، قدموا على هامش منتدى أسبار (عصر المستقبل.. السعودية) في الرياض هذا الأسبوع باكورة إنتاجهم (طماطم) طازجة تم استزراعها بمياه البحر الأحمر، الفكرة نشأت من رحم (الجامعة)، وتحوَّلت مشروعاً استثمارياً سعودياً ناشئاً قد يُغير من مفهوم الزراعة في منطقتنا الصحراوية، المُحاولة السعودية هي الأكثر نجاحاً بين كل المُحاولات الغربية، قد تكون الحاجة الفعلية لمثل هذا المشروع خير مُحفِّز، إضافة للدعم الكبير من الجامعة لمثل هذه الأبحاث.
قبل نحو 4 سنوات تحدثتُ هنا عن نجاح تجربة زراعة (الزعفران العربي) في جلاجل وأنَّ جامعة المجمعة تنوي إقامة (حديقة الزعفران) آنذاك لدعم الفكرة، ويقال إن الجوف ومناطق شمال المملكة قدمت مثل هذه الفكرة سابقاً، ولا أعرف ما هو مصير تلك المحاولات الآن، قد تبدو بعض الأفكار غريبة، ولا يمكن تصديقها إلا إذا دُمِغت بختم (علماء أجانب)، العديد من المُحاولات المحلية لاستزراع واستخدام تقنيات مُعينة لم تنجح، إلا بعد مُعاناة كبيرة، فالرمان والمانجو والحمضيات مُنتجات نجح المُزارعون السعوديون في استزراعها في غير بيئتها، وكذلك زراعة القطن في جازان، وزراعة الكافيار في أحواض الشرقية، جميع ما سبق وغيرها خطوات ومُحاولات سعودية تستحق الاهتمام والدعم أكثر.
أتمنى أن تبقى أفكارنا السعودية (سعودية) بهويتنا مهما واجهت من صعوبات وعقبات، وأن لا يتنازل أحد من أبناء وطني عن فكرته أو ابتكاره، لتعود إلينا بثوب أجنبي، وإن عايشنا مثل هذه القصص المُحزنة سابقاً، فإنَّنا نتمنى عدم تكرارها مع هذا الدعم السخي للأفكار والشركات الناشئة.
وعلى دروب الخير نلتقي.