حمد بن عبدالله القاضي
عندما ثمَّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان دور المثقفين والكُتَّاب وقدَّر رسالتهم وعطاءهم لخدمة الوطن، كما قال لمجموعة منهم خلال تبادله الحديث معهم -حفظه الله- بلقائه بهم الخميس الماضي.
لقد حمل إليهم وإلى كافة المثقفين والكتَّاب «رسالة» بشأن القضايا الثقافية والفكرية، وقد هدف بهذه الرسالة إلى تحفيز الأقلام على الكتابة عن كل ما يهم الوطن، دفاعاً عن عقيدته الصافية وعن قضاياه العادلة وبلورة مواقفه أمام المواطن بالداخل وأمام الآخر بالخارج، منوهاً بدورهم في تفنيد طروحات وكتابات الغير ممن يرومون تشويه وطنهم فضلاً عن إبراز منجزات بلادنا، وزرع الوعي لدى المواطنين ليدركوا المخاطر والتحديات التي تواجه المملكة داخلياً وخارجياً، كما أنه -حفظه الله- حريص على طرح آرائهم ومقترحاتهم، وحتى نقدهم الموضوعي المرتكز على المعلومة الصحيحة.
وقد وضع منهجاً سليماً لإبداء الرأي وللنقد، عندما طلب بكلمات واضحة من الكُتَّاب ورؤساء التحرير «التحقق عند الكتابة، محبة لهم حتى لا تظهر آراؤهم المكتوبة غير موثَّقة.. ويجب على الإنسان أن يكتب عن حقائق لديه».
إن الملك سلمان -وهو المثقف والقارئ المتابع، وقبلها المعايش لتحديات الوطن ومراحل نمائه وخبرته- يدرك -حفظه الله- رسالة الكلمة في بناء الأمم واستقرار الأوطان.. لذا فهو المعنيّ بأن تكون الكلمة وهجاً يضيء لا هجيراً يحرق.
لذا رغب بتوجيهه للكتَّاب والمثقفين أن ينهضوا بهذه الرسالة وبأمانة الكلمة وأن يجعلوا أقلامهم تسعى لنشر ثقافة الانتماء ونبذ التطرف والتحلّل معاً «فلا مكان بهذا الوطن لمتطرف يميناً أو يساراً، ولا منحل خلقاً أو فساداً» كما قال بكلمته التاريخية بافتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى.
وقد قدّر -حفظه الله- المثقفين السعوديين عندما ثمَّن ما يطرحونه بخطابهم الثقافي، وعبر آرائهم التي عليها أن ترتهن إلى الكلمة الصادقة وتدعم منظومة الوطن التنموية والثقافية بوصف»الرأي» و»الوعي» مكوِّني ومنطلقي أيَة مسيرة مستقبلية تجعل الوطن بزمالة مع الدول المتقدمة.
وبعد:
حديث الملك سلمان كان ممزوجاً بنكهة التاريخ ونماء وأمن الحاضر واستشراف مستقبل الوطن.
* * *
= 2 =
آخر الجداول
«على وطني أوقدت روحي شمعة
وأسقيتها حباً يضيء ومجمراً
وأفنيت فيه العمر أفديه عاشقاً
وعانقته صخراً وقبّلته ثرى»
ش/ يحيى توفيق