حائل - «الجزيرة»:
أكدت الدراسات في اقتصاد الطيران بأن حائل يمر عبر أجوائها أكثر من 100 شركة طيران عالمية وضعتها الخارطة الجوية كموقع جوي استراتجي لمزايا نسبية ساهمت بشكل كبير في دعم وتنمية الحركة الاقتصادية في المنطقة لسنوات طويلة في حزمة من الأنشطة الداعمة لتوجهات الدولة نحو تنمية الاقتصاد وتنويع مصادره وفق رؤية المملكة 2030.
وبحسب الدراسات الاقتصادية لعدد من الجهات المختصة هيئة الاستثمار ودراسة الفرص الاقتصادية في المناطق الأقل نمواً كشفت أن الموقع الطبيعي والاستراتيجي لمدينة حائل تعد المدينة اللوجستية الأولى في المملكة، لاعتبارات متعددة من أهمها موقعها المميز في قلب الطيران العالمي ولاسيما أنها تتوسط شمال المملكة، وتربط شمالها بجنوبها، فهي منطقة عبور للقادمين من الشمال إلى الجنوب والعكس، ويمر عليها الحجاج القادمون من الشمال والشمال الشرقي ومن العراق وبلاد الشام وتركيا، ومنطقة مرور تجارية ومحطة لنقل البضائع، إضافة إلى أنها تمتلك شبكة من الطرق العملاقة، وسكك الحديد، والمطار الدولي الذي يربطها بالعديد من مناطق المملكة ودول الجوار.
ووفقاً لدراسة متخصصة من «ركيزة» القابضة والمتخصصة في تطوير المدن الاقتصادية أن حائل تبعد ساعة واحدة عن 11 عاصمة عربية هي «الرياض، الكويت، دمشق، بغداد، الدوحة، عمان، ابو ظبي، المنامة، مسقط، والقاهرة»، و4 ساعات عن وسط أوروبا «ألمانيا، النمسا، المجر، التشيك، سويسرا، سلوفاكيا، بولندا، سلوفيينا».
وأشار المتخصص الاقتصادي راشد الفوزان بأن «موقع حائل استراتيجي ليس على الأرض فقط فحتى الأجواء تعتبر الأميز عالمياً وتناسب شركات الطيران كما يمر عبر أجواء حائل 100 شركة طيران عالمية». نظراً لتميز منطقتها بخطوط ملاحية تقل فيها المطبات الهوائية وأقصر الطرق للعبور الجوي، وسيحقق الاستثمار في النقل الجوي فرص استثمارية كبرى للمملكة بتأجير مساحاتها، وسيكون لتنمية هذا القطاع أهمية كبرى من الممكن أن يلعب دوراً اقتصادياً هاماً في تنمية قطاع التجارة داخلياً وخارجياً.
وتؤكد دراسات هيئة تطوير حائل بأن المنطقة تمتاز حائل بتنوع تضاريسها الطبيعية من السهول والوديان الجميلة، والجبال الشاهقة والأراضي الزراعية وواحات النخيل والرمال الذهبية الثمينة، فجميع هذه الطبيعة الخلابة الغنية تخفي في باطنها العديد من ثروات المياه والموارد والخامات المعدنية، إضافة للمساحات الزراعية الشاهقة التي تمثل 20% من مساحة حائل التي تبلغ 110 كيلو متر مربع، فمنطقة حائل تمثل مزرعة منتجة في مختلف المنتجات الزراعية، وتساهم بقدر وافر في الإنتاج الزراعي للمملكة، وتقدم حائل نموذجا اقتصاديا يعتبر إضافة لاقتصاد المملكة في سعيه لتحقيق أكبر قدر من التنويع في بنية هيكل الاقتصاد الوطني.
وبحسب فرع هيئة السياحة والتراث الوطني أنها تعد من أبرز المناطق السياحية في المملكة سواء بطبيعتها الخلابة أو آثارها التاريخية فهي تحتضن الكثير من النقوش والرسومات والآثار التي يعود تاريخ العديد منها إلى 10 آلاف عام، مثل آثار مدينة جبة والشويمس اللتين تم تسجيلهما في منظمة التراث العالمي «اليونسكو»، إضافة إلى القرية التراثية في مدينة فيد التاريخية التي تختزن نقوشاً وآثاراً تعود إلى ما قبل الإسلام، فمنطقة حائل غنية بموارد ومقومات اقتصادية كبيرة وينتظرها مستقبل اقتصادي في ظل توفر بيئة استثمارية واعية جاذبة للقطاع الخاص في مختلف مجالات الأنشطة الواعدة لتحقيق تنمية شاملة مستدامة.