حائل - «الجزيرة»:
مسيرة طويلة متصاعدة الخطى، قضاها السعوديون لتنمية قطاع التعليم في بلادهم، مسيرة مضت تتنامى بإيمان راسخ من قادة هذه البلاد ملكاً بعد ملك، حتى جاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ليرفعا سقف الطموحات، بتأكيد ما مضى عليه أسلافهما، وإثبات الأولوية لبناء الإنسان، واعتبارها العامل الأهم الذي يضمن استدامة التنمية والازدهار، فكان نصيب الجامعات السعودية وافراً من الدعم والحرص والمتابعة، لصالح هذه التوجهات التنموية.
وتعد جامعة حائل إحدى هذه الجامعات التي بدأت وزارة التعليم منذ وقت مبكر بتنفيذ ومتابعة مشاريعها الضخمة داخل المدينة الجامعية، التي تقع في الشمال الغربي لمدينة حائل، وعلى مساحة تقدر بـ11 مليون متر مربع، ومن هذه المشاريع التي تم استلامها خلال الثلاثة أعوام الماضية كلية الطب، كلية الهندسة، كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي، وإسكان أعضاء هيئة التدريس، وإسكان الطلاب، ومحطة الكهرباء المحورية.
وتجاوز عدد طلاب وطالبات جامعة حائل عام 2018 أكثر من 45 ألف طالباً وطالبة، في مجالات دراسة وبرامج أكاديمية مختلفة، تتضمن برامج الدبلوم والدبلوم العالي والبكالوريوس والماجستير، تقدمها 14 كلية؛ ست منها صحية هي الطب، طب الأسنان، الصيدلة، العلوم الطبية التطبيقية، التمريض، المعلوماتية الصحية والصحة العامة، أما الكليات العلمية الهندسية فهي الهندسة، هندسة وعلوم الحاسب الآلي، إدارة الأعمال، العلوم، إضافة إلى كليات التخصصات الإنسانية، الآداب والفنون، التربية،
الشريعة والقانون، وكلية المجتمع
وتقدم جامعة حائل عدداً كبيراً من الدورات في العمادات المختلفة حسب التخصص، يأتي في مقدمتها عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر، حيث تقدم هذه العمادة دورات موجهة للمجتمع المحلي، تتراوح بين الدبلوم والدبلوم العالي، إضافة إلى دورات عمادة الجودة والتطوير الموجهة إلى العاملين في الجامعة والقطاع الحكومي في المنطقة ككل.
ودشنت جامعة حائل 3 مبادرات لبرنامج التحول الوطني 2020، هي مركز إنتاج البرمجيات والتطبيقات الإلكترونية، منصة حائل الافتراضية، ومسرعة الأعمال
الناشئة، كما تم إقرار 3 مبادرات أخرى هي متحف حائل الافتراضي، مركز الفنون والإبداع الرقمي، وصاقلة الأعمال الترفيهية، وتأتي مبادرات جامعة حائل في ضوء رؤيتها واستراتيجيتها المنسجمة مع رؤية المملكة 20 30 ومستهدفاتها وتحويلها إلى واقع حقيقي يستهدف تجويد مخرجاتها التعليمية، وبناء الإنسان في المملكة العربية السعودية، حيث ركزت أهداف المبادرات المعتمدة لجامعة حائل ضمن برنامج التحول الوطني 2020، وبرنامج تحسين جودة الحياة على أهداف تفصيلية لتطوير قدرات شباب الوطن وتعزيز كفاءاتهم، وتعزيز برامج التأهيل الأكاديمي التي تقدمها الجامعة.
وعن برامج الابتعاث يدرس حالياً أكثر من 400 مبتعث ومبتعثة من جامعة حائل إلى جامعات مصنفة في تصنيف المائة عالمياً، وأكثر من 200 مبتعث ومبتعثة في الجامعات السعودية، يشكلون إضافة كبيرة لزملائهم أعضاء هيئة التدريس في الجامعة في مختلف التخصصات، أما في مجال البحث العلمي، فتقدم الجامعة جهوداً كبيرة في هذا المجال، وارتفعت نسبة النشر في المجلات العلمية المعتبرة عالمياً إلى أكثر من 10 آلاف، بحث خلال الثلاثة أعوام الأخيرة، وتم صرف أكثر من 7 ملايين ريال على بحوث المتخصصين في الجامعة في مختلف التخصصات، إضافة إلى ما يقدمه 11 كرسياً علمياً تحتضنها الجامعة، تواصل تقديم الدعم للباحثين والبرامج العلمية حسب تخصص كل كرسي منها.
وفي مجال الاعتماد الأكاديمي حصلت جامعة حائل على عدد من الاعتمادات المؤسسية الدولية ASIC البريطانية وISO/9001 الألمانية، كما حصلت على الاعتماد الأكاديمي الدولي لكلية الطب (برنامج الطب والجراحة) اعتماد برامجي ASIC بريطانيا، والاعتماد برامجي AHGPS من ألمانيا لكلية العلوم الطبية التطبيقية (برنامج العلاج الطبيعي)، وكلية العلوم التمريض (برنامج التمريض)، واعتماد ABET الأمريكي لكلية الهندسة (برنامج الهندسة الكهربائية)، إضافة إلى اعتماد برامجي لعمادة الجودة والتطوير (مركز تطوير المهارات) من IBCT هولندا.
وفي الخدمات الإلكترونية تنطلق رؤية الجامعة في مفهوم الحكومة الإلكترونية من قرار مجلس الوزراء رقم 40 الصادر بتاريخ 27-02-1427هـ المتضمن لضوابط تطبيق التعاملات الإلكترونية الحكومية، وقرار مجلس الوزراء رقم 252 وتاريخ 16-7-1431هـ بشأن دعم وتعزيز آلية التحول إلى تطبيق التعاملات الإلكترونية الحكومية، حيث قامت الجامعة بخطوات ملموسة نحو تطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية من خلال خطوات عديدة مثل: تأسيس البنية التحتية اللازمة لدعم عملية التحول، تطبيق أنظمة المعلومات الأساسية للمستخدمين: نظام القبول والتسجيل (Banner) والنظام المالي والإداري (Oracle ERP)، تطبيق نظام المراسلات والأرشفة الإلكترونية، تأسيس بوابة إلكترونية لتوفير الخدمات الإلكترونية للمستخدمين، تطوير عدد كبير من الخدمات الإلكترونية للطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس، تطبيق نظام البلاكبورد لتوفير منصة للتعليم الإلكتروني، التعاون مع برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية (يسر) في توفير بعض الخدمات الأساسية من خلال قناة التكامل الحكومية (GSB).
كما تعتمد الرؤية المستقبلية للجامعة في هذا المجال على برنامج التحول الرقمي؛ أحد البرامج الأساسية لتحقيق رؤية المملكة 2030، حيث عقدت الجامعة شراكة مع إحدى الشركات الوطنية الرائدة في مجال التحول الرقمي لإعداد خطة التحول إلى التعاملات الإلكترونية اعتماداً على نموذج (فايفر) العالمي في التخطيط الاستراتيجي، وكذلك المنهجية الوطنية للبنية المؤسسية، وتم بفضل الله -عز وجل- الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع والمتمثلة في دراسة وتوثيق الوضع الراهن، حيث تم دراسة المجالات التالية: توثيق الوضع الحالي للأنظمة والتطبيقات وقواعد البيانات، توثيق الوضع الحالي للبوابات الإلكترونية، توثيق الوضع الحالي للبنية التحتية والشبكات وأمن المعلومات، كما تم إصدار وثائق الوضع الحالي، والتي ستكون المدخل الأساسي في إعداد خطة التحول إلى التعاملات الإلكترونية.
وبدعم متواصل ومتابعة مستمرة من خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، يتواصل التنسيق بين جامعة حائل ووزارة التعليم، للمضي قدماً نحو تجويد العمل وتطويره، وفق الرؤى التي تطمح لها القيادة السعودية في مؤسسات البلاد التعليمية، لتكون العامل الأهم في تناغم الموارد والطاقات، للوصول إلى رؤية المملكة 2030 -بإذن الله-.