م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. مجتمعات اليوم مجتمعات منظمة.. سريعة الحركة.. متقاربة المكونات.. على اتصال دائم.. مما رفع مستوى المعرفة وسَهَّل توجيه الجموع.
2. مجتمعات اليوم تعيش حالة تنافسية عالية أورثت القلق وسببت التوتر وسرعت من وتيرة الأحداث.. لكنه قلق يعد بمستقبل خارق للعادة.. ومن المتوقّع أن ذلك سيتحقق بسرعة رهيبة.
3. مجتمعات اليوم معدلات التغيير فيها عالية.. يعيش أفرادها سباقاً محموماً من أجل كسب القوت وتأمين حياة كريمة.. وتعيش صراعات مدمرة في بعض أجزائها.. وتعاني من هيمنة عالم التقنيات والإلكترونيات بشكل حول حياتها إلى نمط آلي.. يعيش أفرادها في إطار محدود فيما يتعلّق بالمكان ومسارات الحركة ونوعية الاهتمامات وطبيعة الأعمال وذائقة الطعام واللباس.
4. مجتمع اليوم هو مجتمع فردي بامتياز.. بمعنى أن كل فرد يعمل وحده لكن بتناغم عالٍ مع بقية فريق العمل.. وهو ما لم يكن متاحاً في السابق.. من هنا برزت ظاهرة التفكك الاجتماعي.. لكنه في ذات الوقت أتاح لكل فرد على حدة أن يتحكم في مصيره ويشكِّل حياته ويُسَيِّرها كما يريد هو وليس كما يريد الآخرون.
5. عالم اليوم اختلف كلياً عمَّا كان عليه عالم الآباء والأجداد.. وسوف يتغيّر سريعاً غداً عمَّا هو عليه العالم اليوم.. وكذلك المجتمعات سوف تتغيَّر تبعاً لتغيّر العالم.. والسؤال الذي يتم تداوله بشكل واسع وملح هو: إلى أين نحن ذاهبون.. وكيف سيكون حال مجتمعنا في العقود القادمة؟.. فالتحول في المجتمعات أصبح يستغرق عقوداً لا قروناً كما كان يحدث في السابق.
6. مجتمع اليوم بحاجة إلى دراسات جادة وعميقة عن سلوك أفراده ككائنات اجتماعية.. نعم سيكون مشروعاً شديد التعقيد لكنه مشروع حيوي جداً لنمو أي مجتمع.. فالمجتمعات ترى العالم من خلال الإطار الذي تعيشه.. والدراسات الاجتماعية تتيح إلقاء نظرة أوسع وأكثر شمولاً على الأسباب التي جعلتنا على ما نحن عليه اليوم.. ومن خلال ذلك التشخيص والتحليل يمكننا معرفة ما سوف نكون عليه غداً.
7. الدراسات الاجتماعية تنير دربنا وتحدِّد دوافع سلوكنا وتعمِّق فهمنا لأنفسنا.. وكلما ازددنا إدراكاً بالبواعث والحوافز الكامنة في دواخلنا اتسع نطاق معرفتنا بما وراء أفعالنا وسلوكياتنا.. وهذا بلا شك سوف يعزِّز من قدرتنا على التأثير والتحكم في مستقبلنا.
8. من الخطورة أن نفسر حراك مجتمعنا بناءً على ما ورثناه من مناهج التفكير الاجتماعي القديمة.