مهدي العبار العنزي
عندما أقرأ في الصحف الغربية وخصوصاً عن الملف اليمني، أجد صحفهم يسمونها الحرب على اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، وهذا غير صحيح وتضليل للحقائق واسمها عاصفة الحزم ثم أطلقت عاصفة الأمل.
عاصفة الحزم، انطلقت في يوم 25 مارس من العام 2015 وانتهت في أقل من شهر بتاريخ 21 أبريل من نفس العام، وقبل انطلاقها بشهر أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بالرقم 2201 وبالإجماع، طالب فيه جماعة الحوثي المدعومة من إيران التي سلبت ونهبت خيرات اليمن واستولت على مفاصل الدولة التي انتفضت بثروة شعبية ضد نظام صالح الذي جثم على اليمن حسب قول اليمنيين وانتهت حقبته بالمبادرة الخليجية التي حقنت دماء اليمنيين ولكن الحوثي انقلب على الثورة ودمر مقدرات اليمن وأخذ يعيث فساداً فيها وطال ذلك حتى المقررات الدراسية! فأتى قرار الأمم المتحدة بسحب مسلحين جماعة الحوثي من المؤسسات الحكومية، واستنكرت تحركاتهم لحل البرلمان والسيطرة على مؤسسات الحكومة واستخدام العنف والاعتقالات والقتل لتحقيق أهداف سياسية، والاستيلاء على المنابر ووسائل الإعلام للدولة وإطلاق الخطابات للتحريض على العنف والكراهية وتأسيس لنظام ولاية الفقيه في اليمن العربي، وطالبتهم الأمم المتحدة بالانخراط في مفاوضات السلام التي رعتها وأرسلت مبعوثاً خاصاً لها، وطالب المجتمع الدولي بالإفراج عن الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه خالد بحاح وأعضاء الحكومة، الذين وضعتهم ميليشيا الحوثي تحت الإقامة الجبرية. وبعد أن ماطل الحوثي وضرب بهذه القرارات عرض الحائط أعلن المجلس استعداده لاتخاذ مزيد من الخطوات في حال عدم تنفذ هذا القرار، بما فيها استخدام البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة لإنقاذ الرئيس الشرعي.
اعادة الأمل، انطلقت في يوم 21 أبريل 2015 ودعت لعملية سياسية وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار اليمني. لكن استمرت ميليشيا الحوثي بقصف المدنيين وتهديد سلامة الرعايا الأجانب وجوعت ملايين اليمنيين ونهبت المصارف والرواتب وماطلت في الجلوس على طاولة الحوار ومازالت، بينما إعادة الأمل تعمل ليل نهار على تكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في جميع مناطق اليمن حتى التي تقبع تحت الاحتلال الحوثي، الذي يعرقل كل الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية، وما زالت مع الأسف الميليشيات الحوثية التابعة لإيران ومن تحالف معها من حزب الشيطان وبعض الأفارقة تمنع الهيئات الإغاثية من التحرك داخل اليمن، وكل يوم نرى كارثة إنسانية يذهب ضحيتها أبرياء لاحول لهم ولا قوة.
الخلاصة، اسمها الحرب لصالح اليمن واليمنيين وليس ضد اليمن، والحرب ضد التطرف والإرهاب وضد نشر الكراهية والمذهبية والطائفية التي تسببت بقتل وتهجير أكثر من مليوني مسلم خلال الأعوام الماضية. فلنقف ضد هذه الشعارات التي تصطاد في ماء السياسة القذر الذي لا يعرف إلا قوة المصالح وليس الشعب اليمني العربي الأصيل، بالمقابل هذه الصحف لا تذكر المليارات التي تحول بشكل دوري للشعب اليمني وإمدادات الطاقة والوقود والغذاء.