أمل بنت فهد
حين تفرض عليك التجربة الأولى تحديا فوق العادة، وبين عشية وضحاها تختلف الأمكنة، من كونك إنسانا بسيطا يتحدث خلال يومه عن أمور روتينية، وفجأة تنتقل إلى الصفوف الأمامية، وسلاحك الكلمة، وسلامة العقل، وطهارة المقصد، في أعظم معركة إعلامية سيذكرها التاريخ، على أنها بطولة سعودية، وعشاق وطن ليس لهم شبيه.
هذا ما حدث مع المواطن السعودي، ليصدم العالم بأنه فهم اللعبة قبل أن تكتمل، وأدرك أن وطنه مادة إعلامية جمعت بليل بهيم، لذا تقدم بكل قوته وقدراته، بل أبدع وتجاوز التوقعات، ودافع بشجاعة ويقين.
بقدر التواء القصص، وبقدر الهجمات الشرسة، والذمم التي تم شراؤها، والطعنات التي سددت لخاصرة الوطن، وبقدر الأصوات التي جمعت، وبقدر صراخها الذي أزعج الدنيا، بقدر ما كانت النتيجة هي المستحيل حين يحدث، شرعت الصدور السعودية حول وطنها، وقيادتها، كدرع حصين، وزادتنا الأزمة تماسكاً، وثباتاً.
هكذا يحدث حين ينقلب السحر على الساحر، فالعالم ليس مجتمعا من المجانين، وليس جمعاً من المرتزقة، بل العالم فيه عقول تفهم جيداً ما حدث، وأنها مسرحية كبرى، أنزل ستارها الشعب السعودي حين رفض أن يكون مطية، وحاشاه أن يكون.
ولمن استغرب ذلك، فإن السعودي حين يدافع عن وطنه، فإنه يتحرك وفق غريزته، لأن الوطنية غريزة في الإنسان الطبيعي، وليست وظيفة، أوحالة طارئة، السعودي يرى الوطن عرضا وشرفا، يراه أهله وماله، يراه حياته، وأكثر من ذلك، لذا حين يدافع فإنه يذكر البشر بمعنى الوطن، وأنه لا يباع ولا يشترى، بل إنه إما أن يكون أولا يكون، لا يوجد للوطن مكان بين الوجود أوالعدم.
أما عن أميرنا المحبوب، سيدي محمد بن سلمان، فإن له في عقولنا وقلوبنا مكانة يصعب الوصول إليها، إننا نرى فيه أحلامنا، وطموحنا، وتطلعاتنا، وحاضرنا، ومستقبلنا، ونأتمنه على أرواحنا، ومالنا، وأهلنا.
لذا يصعب على الأعداء أن يدخلوا بيننا، والمعركة الأخيرة أثبتت ذلك، فإن عادوا، عدنا.
أما من انتقد المغرد السعودي، لأي سبب كان، أقول له:
المغرد السعودي حين تحدث، فإنه من نخوة وطنية، ليس معه من الأدوات إلا عشقه لوطنه، فمن يعاتب العاشق حين يذود عن عشقه!
المغرد السعودي أذهل الدنيا بأسرها، ولن يهمه نقد ولن يجرح، لأنه صاحب حق، ومن دافع عن وطنه فإنه غير ملام، مهما بدت الطريقة بسيطة، أو غريبة.
تحرك ونافح لم ينتظر مردودا، ولا شكرا، إنه عشق الوطن لو تعرفونه لما استغربتم، ولما انتقدتم.