تأتي زيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، لمنطقة القصيم، في إطار رعايته وعنايته بأبناء شعبه في مختلف مناطق المملكة، وهي تعني قدوم الخير والعطاء والنَّماء والازدهار، لأنها تكتبُ تاريخاً يعكسُ التَّطوُّرَ الذي تعيشه بلادنا في هذا العهد الزاهر، الذي خطت فيه بلادنا تحت قيادته -حفظه الله- خطوات واسعةً تجاه المستقبل، وبناء دولة عصرية تتقدَّمُ في المجالات كافة، وتُؤسس لنهضة تواكب الطموحات والتطلعات.
هذه الزيارة الميمونة تشهدُ على انتقال تنمويَّ كبير في منطقة القصيم، التي تعتبر أرضاً للعطاء، ولطالما ظل إنسانها في مقدمة الصفوف في عملية البناء، وحين يزورها خادم الحرمين الشريفين فإن ذلك يُجسدُ معاني الوحدة والتلاحم التاريخي بين القيادة وشعبها، على ذات النهج الذي أرساه الملك المُوحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، وسار على ركبه أبناؤه البررة، طوال عهود بناء الدولة السعودية الحديثة، ومن جانبهم ظلَّ المواطنون على عهدهم ووعدهم بالتلاحم والحفاظ على الملحمة التاريخية التي أثرت الحياة، وقدمت لشعوب العالم نموذج بناء الدولة الوطنية على المنهج السعودي، الذي يقفُ فيه الشعب إلى جانب قيادته في كل الظروف والأوقات.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يحلُّ بين أبناء شعبه قائداً مُلهماً، يقود بلاده بكل حزم تجاه المجد، وهو قيادة يفتخر بها كل سعودي ويبايعها ويجدد العهد دوماً، لا يتخلف عنه كُلّ مواطن، فتلك هي الملحمة التي تضرب بها شعوب العالم المثل في الاستقرار ومواجهة التحديات، فبلادُنا في عهد سلمان الخير والعطاء تواصل نهضتها بجدارة، رغم التحديات التي تشهدها كل اقتصاديات العالم، ولكن المملكة تحت قيادته تعبرُ إلى برِّ الأمان بكفاءة سياسية وإدارية واقتصادية مُذهلة، وتستمر في مشاريع التنمية وبناء الوطن ومواكبة التطورات، بما يحقق للمواطنين رفاهيتهم التي يتطلعون إليها، إن القصيم لتسعد بقدوم خادم الحرمين الشريفين، وتتهيأ له بكل الحب والوفاء، فالزيارة تجديد للوعدُ بأن يبقى الأهالي على عهدهم وبيعتهم وولائهم لقيادتهم التي حافظت على لُحمتهم وأمنهم واستقرارهم، وأثبتت عبر كل العهود، أنها تعمل بكل جهدها من أجل التنمية والرفاهية، وهاهي القصيم تنمو وتتسع بمقوماتها، وتوفر لأهاليها كل المشروعات الخدمية التي يحتاجون إليها، وتساعدهم في أن يطوروا قدراتهم، فالإنسان هو رأس المال التنموي وهو الذي يبني ويُعمر، ولطالما ظلة القيادة حريصة على تطوير الموارد البشرية حتى تصل اقصى مراحل التطور وتعمل بكل جهدها من أجل وطنها، بعقل مُفكر وقلب مفتوح وروح واثقة بأنه يُمكن صناعة المستقبل بالمنهج الذي يواكب طموحاتنا.
يؤكد خادم الحرمين الشريفين دوماً، ويوجه بالعناية بالإنسان السعودي وتوفير كل مقومات الحياة الكريمة له، وهو القائل: (أسأل الله أن يوفقني لخدمة شعبنا العزيز وتحقيق آماله، وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا الأمن والاستقرار وأن يحميها من كل سوء ومكروه)، لذلك فإننا نعمل جميعاً بتوجيهاته ونصائحه وإرشاداته، بما يحقق التَّطلعات ويرتقي بالقدرات ويؤهلنا لأن نصنع مستقبلاً مشرقاً -بإذن الله-، تتوافر فيه كل مطلوبات الحياة، فالحكومة الرشيدة لا تتوقف عن إطلاق المشاريع الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة في جميع المناطق، ومن بينها منطقة القصيم الواعدة بكثير من الخيرات، من واقع مواردها الطبيعية، وموقعها الجغرافي المثالي، وتاريخها العريق في النهضة والحضارة.
وأول ما نهتم به هو إنسانها، ومنحه كل ضروريات النمو التي يحتاج إليها للإنتاج والإبداع والابتكار، واستكشاف أفضل السبل التنموية، وإنسان القصيم أكد على الدوام أنه كفء ومؤهل للقيام بالكثير الذي يخدم به منطقته ومجتمعه ووطنه بأكمله، فهو رصيد ثمين للتنمية البشرية التي تعتني القيادة بتطوير قدراتها، وتُحفَّيزها لأن تكون في المقدمة الإنتاجية والوظيفية في جميع المجالات، لقد خَطت منطقة القصيم في عهد سلمان الخير خطوات واسعة في طريق النمو، وتم تنفيذ كثير من المشاريع الكبيرة في جميع القطاعات التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية التراثية وغيرها، فقد امتدت يد العطاء إلى كل ما يُسهم في رفعة وتطوير المنطقة، ووضع إنسانها في طريق النهضة والتقدم.
وزيارة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- تفتح الباب لمزيد من تنفيذ المشاريع وتطويرها، واستشراف المستقبل في مشاريع أخرى تواكب تحديات النمو واتساع المنطقة في أفقها الاستثماري والاقتصادي.
إنها زيارة تاريخية لخادم الحرمين الشريفين، يكتبها التاريخ بحروف من نور في سجل مسيرة المنطقة التنموي، ولها ما بعدها في وضع المنطقة في المقام الذي يلبى تطلعات الأهالي، ويوفر لهم كل الخدمات التي يحتاجون إليها.
فها هو راعي مسيرة التنمية بين ظهرانينا مُتفقداً الأحوال ومطمئناً على حصول المواطنين على احتياجاتهم، ومُجدداً العهد بأن تستمر المسيرة بذات الروح التاريخية التي نهضة ببلادنا، ووفرت لها الاستقرار والأمن، فمرحباً بمليكنا في قصيم الخير والنماء، ونفتح القلوب مُشرعة لاستقبال قائد المسيرة فمعه نستمر في طريق التنمية والبناء حتى نهايته، ونؤكد أن المسيرة ماضية ولا تتوقف أبداً، فقائد الحزم لا يتوقف عن الصعود، ومن خلفه مواطنون لا يترددون في الوقوف صفاً واحداً خلف قائد ملهم ومحبوب، يهمه أبناء شعبه ويوليهم حق رعايته ومتابعة شؤونهم ورعاية أحوالهم، فهم في قلبه وعقله، ولذلك فلقاؤه بأهالي القصيم إنما هو لقاء الأحبة، والراعي والرعية، وفتح أبواب المستقبل على مصراعيها، لتمضى بلادنا إلى أعلى مراتب المجد، مرحباً بقائد نهضتنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصحبه الكرام.
** **
د. فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز - أمير منطقة القصيم