إن حكومتنا الرشيدة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وحتى هذا العهد الميمون وهي على نفس النهج والسياسة الثابتة متمثلة بحرص القادة المتواصل في تلمس حاجات الوطن والمواطنين وتفقد أحوالهم عن كثب، مما يدل على تلاحم القيادة مع شعبها الوفي، والعمل على تحقيق الأهداف والرؤى والخطط من أجل بناء رفاهية شعب ونهضة وطن.
إن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمنطقة القصيم تأتي في مرحلة زمنية تميزت بتنمية شاملة يقودها ملك الحزم والعزم بحكمة وبعد نظر مما عزز مكاسب الوطن وحقق مصالح المواطن وأسس لقاعدة متينة تمتد نتائجها بإذن الله إلى الأجيال القادمة وفق تنمية مستدامة لا تحيد ولا تخيب. ومع أن هذه الزيارة الأولى لقائد مسيرتنا منذ توليه مقاليد الحكم وبمناسبة قرب الذكرى الرابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم فإننا نجدد العهد والبيعة والسمع والطاعة في المنشط والمكره. فقدوم ملك الحزم والعزم إلى أرض القصيم ليعتبره كل مواطن وكل مقيم قدوم خير وعطاء ورخاء ورفاه، فهو بحق رجل المهمات الصعبة والمنجزات العظيمة التي عمّت أرجاء الوطن فأصبح في مصاف أكثر البلاد تقدماً ورخاءً ورفاهية.
إن خادم الحرمين الشريفين وهو يحمل هم الأمة والدين والعقيدة والوطن، حيث جند نفسه ووطنه وطاقاته لرفع شعار التوحيد والصدع بها والتشرف بلقب خادم الحرمين الشريفين في كل المنابر والمحافل العالمية، ليستدعي تكاثف الجهود لبناء مجتمع عصري بعقيدة راسخة وإيمان مستقيم.
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن مملكتنا الحبيبة تمتلك شعباً وفياً مخلصاً لقادته ولاءً وانقياداً وعقيدة وانتماء فحب الوطن لا مزايدة فيه مطلقاً. إن منطقة القصيم وهي تعد سلة غذاء المملكة روحياً وصحياً وعلمياً وعسكرياً لتتزين اليوم لملكها وصحبه الكرام وتعدهم بالتضحية والسعي لتحقيق الطموحات والالتفاف حول القيادة وتقديم الغالي والنفيس في سبيل مسابقة الزمن لتصبح مملكتنا الحبيبة رائدة في كل الميادين، ومهما تكالبت الظروف وتفاقمت الأحداث فإنه لا يزيدنا إلا اصراراً وحباً وولاءً.
إن المشاريع التنموية الكبرى ضمن خطة التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 التي ستشهدها القصيم لأكبر شاهد على أن خادم الحرمين الشريفين لا يخفى عليه شيء مطلقاً من مسيرة التنمية والعطاء في هذه المنطقة المعطاء. ولعل ما شهدته منطقة القصيم خلال السنوات القليلة الماضية خير دليل على حجم مشاريع العمرانية والتنموية التي حققتها، وذلك بهدف تطوير وبناء بنية تحتية تضمن البيئة المناسبة للمواطن وتوفر له مزيداً من التقدم والرخاء.
إن منطقة القصيم تفتح ذراعيها لاستقبال ملك نفخر ونتفاخر بهذه الزيارة الميمونة لأبنائه الذين يتشوقون لرؤيته والالتقاء به والتي تأتي تأكيداً لمبدأ الولاء والطاعة الممزوج بالحب والولاء، فهذه الزيارة لها دلالة واضحة على اهتمامات حكومتنا الرشيدة بكل ما يلمس مصلحة المواطن، ويلبي احتياجاته من خلال تفقد أحوال المواطنين عن قرب وتدشين العديد من المشاريع التنموية والاقتصادية والثقافية والخدمية التي تخدم المواطن والمقيم على حد سواء والتي تعد استكمالاً لرعايته واهتمامه ومتابعته لهذا الجزء الغالي من الوطن العزيز وهو صاحب الأيادي البيضاء وصاحب العطاء الذي لا ينضب لكل ما فيه صالح الوطن والمواطن.
منطقة القصيم على موعد مع أيام استثنائية بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولا شك أن لهذه الزيارة وقعاً كبيراً وتأثيراً بالغاً في نفوس أهالي المنطقة وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور/ فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير المنطقة ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير/ فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، وهم على شوق للاستماع إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين ونظرته الثاقبة تجاه ما يعزز دفع المنطقة لمصاف التميز والجودة والفاعلية بالإنجاز لتواكب تطلعات رؤية المملكة 2030 وما تتضمنه من مرتكزات على جميع الأصعدة لبناء وطن يحقق التنافسية العالمية ويجعل للمملكة المكانة اللائقة بها بين دول العالم. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين في حله وترحاله وأطال في عمره ذخراً للإسلام والمسلمين.
** **
د. خالد بن عبدالله التركي - عضو مجلس إدارة نادي الإبل - أستاذ الأنثروبولوجيا المشارك بجامعة القصيم