البكيرية - حمود المطيري:
البكيرية مدينة الصحة والجمال، حفظ التاريخ اسمها، وتناقل الركبان أخبارها، مدينة القلب النابض والكف المبسوط.
إنها المدينة الراقية في صفاتها وبهائها، والباقية في جمال منظرها وحسن مخبرها في ظل هذا العهد الزاهر والعطاء الزاخر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد الأمين، وصاحب السمو الملكي الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم، وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم - حفظهم الله -.
أهل البكيرية أهل العطاء والجود، إنها مدينة العلماء والائمة والرجال الأوفياء، فكم من منصب مرموق أولته الحكومة الرشيدة رجال البكيرية النجباء في الماضي والحاضر، فعملوا وبذلوا ولا زالوا.
إن القريب والمشاهد لمحافظة البكيرية يجدها محافظة ساحرة تعشقها حينما تؤانسك بشعابها الخضراء وكثبان رمالها، وكرم وشهامة أهلها، أما إذا تحدثنا عن فرصة الارتباط بين الماضي والحاضر فهي محتفظة بماضيها العريق وتاريخه الحاضر.
البكيرية في قلب القصيم
تقع البكيرية إلى الجنوب الغربي من مدينة بريدة عاصمة منطقة القصيم وعلى بعد40كم منها وتتوسط البكيرية منطقة القصيم مما جعلها ملتقى لمجموعة شبكات الطرق الرئيسية والفرعية وأبرزها الطريق الواصل بين شرق وغرب المملكة ابتداءً من المنطقة الشرقية ومروراً بمنطقة الرياض ومنطقة القصيم لينتهي عند الساحل الغربي للمملكة، وتكمن أهمية البكيرية في كونها مركزاً مؤثراً في المنطقة الزراعية بمنطقة القصيم حيث تمتاز المحافظة ومراكزها التابعة بنشاط زراعي كبير وهي سلة القصيم الزراعية ونجحت في تنظيم مهرجان الفراولة ومهرجان الرمان كل عام، ومع تزايد السكان أصبحت البكيرية قرية صغيرة واتسعت أطرافها مع كثرة المباني والمزارع والحركة التجارية التي صاحبت ذلك وشيد الأهالي حولها سورًا وبوابات على النمط السائد في ذلك الوقت.
كما تشتهر البكيرية أيضا بأعلامها من أصحاب الفضيلة العلماء، وكذلك بعض أصحاب المعالي المتبوئين لمناصب حكومية مهمة، وبعض كبار رجال الأعمال. ويوجد في محافظة البكيرية العديد من الآثار التي يرجع تاريخها إلى عشرات السنين من أهمها، مقصورة السويلم، ومقصورة الراجحي، وسور البكيرية القصيم.
ويتبع محافظة البكيرية تسعة مراكز هي الهلالية والشيحية والضلفعة والفويلق ومشاش جرود والأرطاوي والنجبة وفيضة وكحلة وساق.
وتعد البكيرية من المدن الزراعية حيث تشتهر بخصوبة أراضيها مما جعلها مصدرًا للعديد من المنتجات الزراعية مثل الحبوب كالقمح، والذرة، والشعير، والبرسيم، والتمور مثل السكري والبرحي ونبتة علي ونبتة سلمى.
كما تكثر ايضاً بساتين الفواكه والخضراوات وفي ظل النهضة التنموية الحديثة التي عمت أرجاء المملكة، تزايدت الأنشطة الاقتصادية في المحافظة ليمارس سكانها إلى جانب الزراعة الأنشطة التجارية والصناعية والخدمية المختلفة، كما أقيمت في البكيرية البنى التحتية من الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، وأقيمت بها المنشآت التعليمية بمختلف مراحلها كما انتشرت بها وعلى مستوى عالٍ خدمات الرعاية الصحية والنظافة العامة والحدائق والمنتزهات ومشروعات التشجير مما أهّلها لتأخذ عن جدارة لقب المدينة الصحية الأولى عام 1999م ومن ثم أحرزت مراكز متقدمة في مسابقات المدن الصحية التي أقامتها منظمة الصحة العالمية في اليابان (أمم في طور الازدهار) وكذلك في مدينة أصفهان بإيران، ثم بعد ذلك أنشئت اللجنة الأهلية المساندة لبرنامج المدينة الصحية بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم سابقاً أمير الرياض الحالي لتقوم على أعمال البرنامج لتتسع بعدها المشاركات الخارجية وتذهب البكيرية ممثلة للمملكة إلى قلب أوروبا في بلفاست بأيرلندا وتعرض تجربتها هنالك بوصفها المدينة الصحية الأولى في المملكة.
مستشفى البكيرية العام
يعتبر مستشفى البكيرية العام من أهم الصروح الطبية الشامخة والمهمة في منطقة القصيم حيث يقوم بتقديم الخدمات الطبية لسكان محافظة البكيرية والمراكز التابعة لها، والمستشفى مزود بأحدث الأجهزة الطبية والكوادر البشرية المؤهلة، لتأتي بعد ذلك أعمال التوسعة والإنشاءات من قبل ابن البكيرية البار الفريق أول متقاعد عبدالله الراشد البصيلي - رحمه الله -.
التعليم
بدأ الاهتمام بالتعليم في البكيرية منذ فترة طويلة أسوةً بجميع مدن المملكة حيث تم افتتاح مدرسة العزيزية (مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب) من قبل مديرية المعارف في عام 1370هـ وتم تخريج أول دفعة من الطلاب حيث كانت توضع أسئلة الاختبارات من قبل إدارة المعارف بمكة المكرمة، ثم بعد ذلك توسع التعليم في البكيرية رأسياً وأفقياً حيث افتتحت المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم والكليات الجامعية والمعاهد والمكتبات المعرفية ومنها مكتبة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي تم افتتاحها بجهود الأهالي في عام 1395هـ، كما توجد كليات وجامعات، والكلية الصحية التابعة لجامعة القصيم، وجامعة سليمان الراجحي ومعهد دواجن الوطنية.