كانت القصيم ولازالت في قلب اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وتكررت زياراته للمنطقة وذلك لما لها من قيمة وطنية كغيرها من مناطق مملكتنا الفتية، وللقصيم في نظر قادة المملكة اعتبارات علمية، تجارية، وزراعية وغيرها، كما أن منطقة القصيم بمدنها وقراها وكافة ساكنيها كانوا من أوائل من وقف مع موحد المملكة ومؤسسها جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه.
وكان بين زيارات الملك سلمان للقصيم مرافقته -حفظه الله- لجلالة الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- إبان زيارته لمنطقة القصيم خلال شهر صفر من عام 1401هـ وآنذاك ونيابة عن جلالة الملك خالد قام أصحاب السمو الملكي الأمراء بزيارة لعدد من مدن ومحافظات القصيم، فكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبتوجيه من جلالة الملك خالد يزور محافظة (الأسياح).
وفي مناسبة لاحقة زار أيضاً سلمان بن عبدالعزيز الطرفية وقبه نياية عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- أثناء زيارته لمنطقة القصيم في شهر شعبان عام 1408هـ.
ففي شهر صفر عام 1401هـ شرف الملك سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض (آنذاك) نيابة عن جلالة الملك خالد بن عبد العزيز الاحتفال الكبير الذي أقامه أهالي الأسياح بمناسبة زيارة جلالته لمنطقة القصيم، وكان في استقبال سموه عند مقر الحفل الشيخ عبدالعزيز العلي السديس أمير الأسياح ورؤساء الدوائر الحكومية وأعيان وأهالي المدينة، وقد بُدئ الاحتفال بالقرآن الكريم، ثم ألقى الشيخ محمد الفهيد المنديل كلمة الأهالي التي عبر فيها عن فرحتهم الغامرة بهذه المناسبة السعيدة، وقال: إن مثل هذا اللقاء الحار إنما يدل على قمة التعاطف والمحبة بين القادة والمواطنين، ثم ألقى الشيخ عبدالعزيز العبدالله السديس وكيل إمارة الأسياح كلمة الإمارة، وأعرب عن فرحة أهالي المنطقة بزيارة الملك خالد وصحبه الميمونة لمنطقة القصيم، واستعرض ما تلقاه المنطقة من رعاية واهتمام من قبل الدولة في مختلف المجالات، وبعد ذلك توالت الكلمات والقصائد الترحيبية، وأقيمت العرضة النجدية التي شارك فيها سمو الملك سلمان بن عبدالعزيز، وشرف بعد ذلك حفل الغداء الذي أقامه الأهالي بهذه المناسبة، وقام بعد الغداء بزيارة قرى الأسياح، حيث استقبل استقبالا حارًا في كل قرية، وفي ختام هذه الزيارات توجه إلى مدينة بريدة مودعًا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
وقد أدلى راعي الحفل الملك سلمان بن عبدالعزيز بتصريح صحفي في ختام هذه الزيارة، أعرب فيه عن سروره؛ لتشرفه بهذه الزيارة نيابة عن جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز الذي كان بوده أن يكون في كل مكان بالمنطقة، لولا عامل الوقت الذي تحكم في تجديد برنامج الزيارات.
كما أعرب عن سروره البالغ بما لمسه من مشاعر فياضة عبر عنها المواطنون، التي تترجم بصدق مد المحبة والإخلاص والولاء، وقال: إن من دواعي غبطتي أن أكون اليوم بين أهالي الأسياح بما عرف عنهم منذ القدم من كرم ونبل، وشعوري الذي ليس مجاملة فيه: أنني أحس بأنني بين إخوان وأهل لي ليس بيني وبينهم إلا المحبة والتقدير.
وأضاف أن زيارات الملك للمناطق المختلفة تجعله قريباً من المواطنين، ومن مطالبهم واحتياجاتهم، وتتيح له أن يطلع عن كثب على ما تحقق من مشاريع وإنجازات، وذكر أن لدى الحكومة ولاشك مخططاتها في كل مجال، ولكن الزيارة التي يرافق جلالته فيها الوزراء، وكبار المسؤولين تكون فرصة للاطلاع على الأوضاع في كل منطقة، وتجعل تقدير الأمور أوضح بكثير؛ لأن من يرى ليس كمن يسمع.