د.ثريا العريض
تجرّأتُ فجراً
وقفتُ على جبلٍ من تضاريسِ قومي
وأعلنتُ أنِّيَ عرّافةُ القوم
ثم اكتشفتُ بأنِّي بلا بَصرٍ
فكيف أقايضُهم نظرا؟
***
كان أن داهمَتني الطريقُ
وفازت مفازاتـُها
فاجترحتُ الفروقَ.. وصارحتـُهم:
هنا لا وهادَ تهاودُنا
لا قفارَ تناوشُنا
لا ذُرَى..!
***
.. إنما..
يتبقَّى من الدربِ - في حزنِ أقدامنا -
شوكةُ التيه..
أو يتساقطُ ما بين أيديَنا
حَجَراً حَجَراً
ويتركُنا بعد زلزالِهِ نتساءلُ ولولةً:
وكيف غدا جبلٌ شامخ ٌ مثل أحلامِنا
.. حُفَرا؟
***
توقـّفـتُ ليلاً
على ساحلٍ لا يداري انفصاماتنا
مدنٌ من زجاجٍ أراها تشظّت بنا
وإمّا اكتحلتُ بماءٍ أجاجٍ
كدمعِ الطفولةِ منبجس ٍ،
واتّـشحتُ ضبابَ المآقي،
بِندفٍ من الليلِ ساورَنا،
وأعلنتُ أنّيَ عرّافةُ القوم
حتى تهافـَت بي جانِحي فانفردتُ..
وأبصرتُ قادمَنا
واكتأبتُ لما لا أرَى
وتهتُ على هامشٍ من تخومِ التواريخ
صامتةً أتفرّس في التيهِ دونَ عيونٍ
وحدّقتُ حتى اختلاطِ المآقي بِأشيائها
وجاوزتُ ما حال بين الثريا وشوقِ الثرى
***
وجئت على هاجسٍ من شواظٍ
أعاني انتـثارَ الثريا على الأرض..
عاجزةً عن مداها
وضاربـةً في انفصام العُرَى
***
ولكنني لم أجد في النجومِ البعيدةِ
غير اقترافاتِ ذاتي
وما كان قبلَ وقوفي
وما لم يكُن في حروفي
وما تاهَ عن لحظاتي
فعدتُ بِلا مفرداتي
لأقرأَ طالعَ تلك القرَى