فهد بن جليد
كنت أتمنى أن تكون الإجابة نعم وبكل فخر نحن سينمائيون, ولكن الواقع يوحي بغير ذلك, نحن نفتقر لمعظم أدوات صناعة السينما الحقيقية, (الكتابة, الإخراج، التجهيزات والكوادر والطواقم الفنية, وحتى بيئة التصوير) المشوار لا يزال أمامنا طويلاً وشاقاً, ويحتاج لمُثابرة وجهد, وقبل ذلك لفهم للخطوات التي نحتاجها بصدق, ووفق الواقع الذي نعيشه مُقارنة بالبيئة الفنية المُحيطة بنا, علينا أن نؤهل ونُدرِّب أبناءنا من الآن ونبتعثهم - إن لزم الأمر- لدراسة السينما المؤثِّرة (تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً وتصويراً) حتى نُمسك ونمتلك بأدوات صناعة السينما التي نحتاج إليها, ونُسخِّرها من أجل الدفاع عن أمتنا السعودية, وعكس الصورة الحقيقة عن مُجتمعنا وبلدنا وقضايانا, فالسينما والسينمائيون هم جنود وجيش عتيد لا يُستهان به في موازين القوة الناعمة, تستخدمه الدول العظمى في مواجهاتها السياسية, لإيصال الرسائل والتأثير على الشعوب والاستعراض بالقوة أو السلاح أو ما تمتلكه من تكنولوجيا وتقدّم, والأمثلة والنتائج على خارطة العالم مُتعدِّدة.
مُعظم الفنانين السعوديين الآن هم مُمثّلون مسرحيون, جاءوا من رحم المسرح أو التلفزيون, لا يجب المُراهنة عليهم قبل تأهيلهم تأهيلاً سينمائياً مُناسباً, حتى يكونوا صالحين لأداء أدوار سينمائية مقبولة, والأفضل دائماً تقديم وجوه جديدة والاعتماد عليها سينمائياً لنبدأ معها سوياً هذا المشوار الهام والضروري, فنحن نحتاج الدخول في صناعة السينما تأليفاً وإنتاجاً وتمثيلاً واستثماراً, حتى ننقل ثقافتنا الحقيقة للآخرين, ونُصحِّح صورة السعودية والسعوديين في مُخيلة الكثير من الشعوب حول العالم, لا سيما ونحن نتعرَّض لهجمات شرسة وظالمة, تهدف لخلق صورة مغلوطة ومشوَّهة عنا - بخبث ومكر- من صنَّاع السينما المأجورة والمدسوسة, تماماً مثلما يحدث على شاشات القنوات الإخبارية من افتراء وكذب وتجنٍّ.
مكانة المملكة عربياً وإسلامياً وعالمياً, وعظمة المُجتمع والشعب السعودي, مع القدرة والإمكانات المالية والبشرية الضخمة التي نملكها, وغير ذلك من المقومات والمواهب, تدفعنا بقوة وشجاعة وثقة للعمل ووفق خطط علمية للحاق بالركب السينمائي واعتلاء عرشه في المنطقة, وتصحيح ما يمكن تصحيحه, حتى لا نتأخر أكثر, مثلما تأخرنا في فتح دور سينمائية محلية.
وعلى دروب الخير نلتقي.