«الجزيرة» - خاص:
جاء الظهور الإعلامي الأول لابني الراحل جمال خاشقجي (صلاح وعبدالله)، عبر شاشة CNN الأمريكية ليحبط كل محاولات التسييس التي حاولت قنوات ووجهات دولية لتغليف حادثة مقتلة الأليمة، ولتضع النقاط على حروفها، في تعبيرهما عن ثقتهما بوعد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- لهما بالاقتصاص من الجناة والمتورطين وتقديمهم للعدالة في المملكة العربية السعودية.
وأعرب صلاح عن ثقته في التحقيقات التي تجريها الجهات المختصة في السعودية، لا سيما مع تأكيدات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز له أن المتورطين سيقدَّمون للعدالة. وفي رده على سؤال حول ما إذا كان يضع ثقته في الملك، أجاب صلاح بثقة: «نعم».
وشدد الأخوان صلاح وعبدالله على رفضهما تسييس قضية والدهما من قبل بعض الجهات التي حاولت استغلال القضية لأهدافها، وقالا إن والدهما جمال خاشقجي لم يكن معارضاً للمملكة بل كان معتدلاً، ومحباً لبلده ومؤمناً بقدراته، ومثل ما لديه اختلافات كانت لديه قيم مشتركة مع الجميع. وقال صلاح: «أرى الكثيرين يخرجون الآن للمطالبة بحقه ولسوء الحظ أن هؤلاء يستخدمون ذلك بطريقة سياسية لا نتفق معها». من جهته، أكد عبدالله بن جمال خاشقجي أن والده كان ينوي الانتقال من أميركا إلى تركيا حتى يبقى قريباً من أفراد العائلة وعلى تواصل أكثر مع شقيقاته.
كما أوضح أنه في الفترة الماضية مع كثرة الأخبار المضللة والتكهنات الصادرة عن وسائل الإعلام عاشت الأسرة في حالة ارتباك لعدم وجود حقائق واضحة. من جهته ذكر صلاح أنهم يريدون دفن والده في مقبرة (البقيع) بالمدينة المنورة، ولفت إلى أنه سيعود قريباً إلى عمله في أحد البنوك السعودية في جدة. ولم يخفِ انزعاجه من ردود الفعل والتفسيرات التي صاحبت مصافحته لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقال: «أُسيء تفسيرها على نطاق واسع، يعني لم يكن فيها شيء وكانوا يحللون الصورة من الجوانب كافة، وأعرف لماذا يقومون بذلك.. يحاولون الحصول على معلومات من لا شيء».
وفي جانب آخر لقي الظهور الإعلامي للشقيقين ترحيباً كبيراً في الأوساط السعودية، وأبدى نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي احترامهم الكبير لتصريحات نجلي الصحفي الراحل جمال خاشقجي، معتبرين أن أحاديثهما الصريحة والشفافة لواحدة من أكبر وسائل الإعلام في العالم أصابت المتربصين في مقتل -على حد وصفهم- معتبرَيْن في الوقت نفسه أن عائلة الراحل قطعت الطريق على المتاجرين بقضية والدهم، وأنه رغم المصاب الأليم كانت أحاديثهم تتسم بالوطنية والفخر.