رجاء العتيبي
كل شيء يمكن أن يحدث طالما أن هناك عزيمة، فهاهي تظاهرة كبيرة (للفن التشكيلي) بدت كأجمل ما يكون في درة الرياض بمشاركة 250 فنانا وفنانة, نظمتها (مسك الخيرية) بتعاون من وزارة الثقافة وهيئة الترفيه, وبحضور كبير طوال الأيام الخمسة مدة الفعالية, كاسرة بذلك القناعات التي ترى أن الفن التشكيلي فن (نخبوي) لا يأتيه إلا المهتمون بالفنون.
فعالية متنوعة: معرض لرواد الفنون التشكيلية، معرض خاص بصالات العرض التجارية، رسم في الهواء الطلق، منحوتات مدهشة بأيدي مبدعين، مشاركات فعالة من القطاع الخاص، مقطوعات موسيقية حية، مطاعم جانبية, أينما وجهت نظرك ترى الجمال ماثلا أمامك, ما يعطي أن المجتمع السعودي قادر على صناعة الجمال ونشره وتسويقه.
طرق الزوار وممراتهم كنت متقنة: دخول، تجوال، خروج، كانت وفق منهجية محددة، جاء كل ذلك وسط أجواء جميلة: زخات مطر خفيفة، ونسمات هواء عليلة، في مكان مليء الخضرة والزهور والضوء الخافت، يشكل فرجة بصرية قلما تشاهدها في الفعاليات.
الحضور كان كثيفا لم يقتصر على المهتمين بالفنون التشكيلية، وإنما حضور جماهير من كافة أفراد المجتمع، ما يعطي أن صناعة الفعالية هي المحك في الحضور الجماهيري بغض النظر عن المجال، إذا نجح القائمون على الفعالية في إعدادها بشكل متقن: فكرة، فلسفة، تسويق، باتت حديث الناس حتى لو كانت فعالية (تشكيلية).
التشكيل من أمتع الفنون، يقف بك طويلا أمام اللوحة والمنحوتات والمشغولات لحظات زمنية خالدة لا تنساها حتى لو غادرت المكان، فن لا مجال فيه للخطأ ولا للعبث ولا لأنصاف المواهب، إما أن تقدم عملا تشكيليا جميلا وإلا فلا، وعندما تضع كل هذا الجمال في فعالية متقنة كمبادرة مسك للفنون يكون المكان كله جميلا، لتعلو درجة في مفهوم الحياة عن غيرك.
كل الذين شاركوا في التنظيم والإعداد ووضع الأفكار كانت لهم بصمة مختلفة، لأن الفكرة تنبع من بشر يملكون حسا فنيا عاليا فأينما وضعوا يدهم أنبتت جمالا، ما شكل في النهاية تحفة فنية متوعة لا تمل وأنت تتجول بين أروقة المكان في موقع درة الرياض شمال العاصمة الرياض.
مبادرة مسك للفنون جاءت كأحد أكبر الأحداث المعنية بإبراز الحركة الفنية والتوجه الثقافي في المملكة، سواء من حيث حجم التجارب الفنية المشاركة أو تنوعها، حيث تضمنت مجموعة من المفاهيم الحديثة والمدارس الإبداعية في الفنون البصرية والنحت والابتكار.
وتوج الحدث بتكريم رواد الفن التشكيلي من يد معالي وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة معهد مسك للفنون الأمير/ بدر بن عبدالله بن فرحان، ومعالي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية نورة الكعبي، ورئيس مجلس إدارة مركز مبادرات مسك بدر بن محمد العساكر، وعدد من سفراء الدول في المملكة وكبار الضيوف.