أحمد المغلوث
أهم ما يميز الإعلام الجديد. أنه أسرع وسائل الإعلام في تغطية الأحداث وأكثرها إقناعا. حتى ولو كان الحدث بسيطاً أو تافهاً أو حتى غير معقول ومقبول نشره على الملأ. فكيف الحال عندما يجد هذا الإعلام خاصة الإعلام الأسود له الفرصة الذهبية « وهكذا صار وحدث أن قام الإعلام الحاقد على وطننا الحبيب بعدما وجد أمامه وكما يقال «بيضة مقشرة» وعلى الأخص عندما وجد في ذات الوقت الملايين الذين يكرهوننا وبالتالي تجدهم يتربصون بنا الدوائر. ويصطادون علينا «الزلة» فالويل والثبور وعظائم الأمور. وما حدث من «جريمة بشعة» ارتكبت في حق الإعلامي جمال خاشقجي رحمه الله. وهو قبل وبعد حدث مأساوي استكرهه الوطن وقيادته وجميع من ينتمي لهذه الأرض الطيبة. فالجرائم التي ترتكب يوميا وفي مختلف دول العالم لاتعد ولاتحصى بعضها يحظى بتغطية إعلامية وقتية. وبعدها تصبح نسيا منسيا.. أما حادثة «خاشقجي» فلقد باتت مجال واسع بسعة العالم وراح الإعلام الجديد. وعلى الأخص الإعلام المعادي للوطن وقيادته ينهالون على قيادتنا بالسباب الفاحش والبغيض. قيادتنا التي أكدت أكثر من مرة شجبها واستنكارها لهذه الجريمة التي باتت حدثا «تسوناميا» جعل ما استصغر من رواد هذا الإعلام يندفع مع موجات هذا التسونامي ليردد ويصرخ ويهذي ليل نهار. بسبابه وحتى يحاول تحريك «جذوته» ليزيد من اشتعالها ناثرا عليها رذاذ الغاز ليزيدها توهجا وحرارة. ولاشك أن وراء الأكمة ما وراءها فالهدف ليس الراحل «خاشقجي» وإنما هو وطننا وقيادته وحتى مواطنيه. كنا نتمنى أن ينتقدنا العقلاء ويعاتبنا الحصيفون ممن لهم دراية بالتاريخ ويعرفون مسيرة الوطن خلال مئويته وأكثر وتاريخه الناصع البياض لا من خلال حادثة قدرية. كتب الله أن تصيب زميلنا أبا صلاح.. فنجد كل من هب ودب. يشيع في الإعلام الجديد خطاب الكراهية والعداء. ناسين ومتناسين ما يحدث في العالم من جرائم وانتهاكات يندى لها جبين العالم. ومع هذا هناك صمت مطبق. مئات الملايين من ضحايا الحروب. والمواجهات. والاغتصاب. والتهجير. على مدى قرون في دول تعتبر دول راقية ومتقدمة. بل مئات دفنوا مباشرة وهم أحياء. ولم نجد لهذه الأحداث صدى. أو الاهتمام المطلوب الذي تستحقه على الأقل. أما هذه الحادثة المؤسفة والمؤلمة لنا ورغم مرور شهر على حدوثها فهي مازالت مادة دسمة في هذا الإعلام المعادي والحاقد. والكاره لوطننا وقيادته بصورة ممجوجة وقبيحة. ولا تزال موجة الداء حتى لحظة كتابة هذه الزاوية التي أكتبها قبل موعد نشرها بفترة مستمرة بل هناك من يطيب له وبدعم من القنوات والصحف «الحقيرة» وأنظمتها تضاعف من البكاء على ما حدث. وأخيراً وكما أشرنا سابقا. ليس الهدف الراحل «خاشقجي» وإنما وطنه وقيادته وحتى مواطنيه. وماذا بعد. الحدث «المصيبة» كبيرة وكشفت في ذات من هم أعداء الوطن في الداخل والخارج.. ولله الحمد؟!