لما نزل الوحيُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء لأول مرة، رجع إلى خديجةَ رضي الله عنها فأخبَرَها الخبر وقال: ((لقد خشيتُ على نفسي!))، فقالت له رضي الله عنها: «كلاَّ! والله ما يخزيك الله أبدًا؛
إنك لتصل الرحم،
وتصدُقُ الحديثَ،
وتَحمِل الكَلَّ،
وتَكسِبُ المعدومَ،
وتَقري الضيف،
وتعين على نوائب الحق»؛ أخرجه الشيخان، واللفظ لمسلم،
لما قال لها صلى الله عليه وسلم: ((لقد خشيتُ على نفسي!))؛ أي: مما حدث له في الغار وخارجه من أمر الوحي ورؤية الملَك (جبريل) عليه السلام، ردَّتْ عليه بلسان الواثقة:
«كلاَّ! والله ما يخزيك الله أبدًا»؛ كلا لن يحزَن قلبُك، ما دام يحمل الخيرَ للناس، وما رأيتَه قد يكون فيه خيرٌ لك؛ فلن يخزيَك الله؛ ثمَّ عدَّدتْ له خصالًا فيه، لن يخزيَ الله مَن اتصف بها.
ومن هذا المنطلق أسن قلمي وأشحذ همتي للوقوف جنباً إلى جنب ولاة أمرنا حفظهم الله وحكومتنا الرشيدة من كل سوء ومكروه، واستنهض همة كل مخلص وغيور على بلده وولاة أمره للقيام بواجبنا تجاه هذه الحملة المسعورة الموجهة تجاه بلادنا حكومة وشعباً وقيادة وأداءً لبيعتهم التي في أعناقنا ووفاءً لحقهم الشرعي، فوالله ما علمنا على ولاة أمرنا وحكومتنا ولا رأينا منهم إلا خيرًا، عهدناهم يحملون هموم مواطنيهم ويحملون ما يستطيعونه من هموم الأمتين العربية والإسلامية، خداماً للحرمين الشرفين وخداماً لضيوف الرحمن. فمتى سنقف موقفاً يبرئ الذمة إذا لم نسجل هذا الموقف المشرف اليوم!؟
فرسالتي ووصيتي لكل صاحب قلم ولكل عالم وداعية ولكل خطيب ولكل مثقف بل ولكل مواطن ومواطنه يستشعر دوره ومسؤوليته تجاه وطنه وحكومته وولاة أمره أقول هذا هو موطن النصرة وهذا هو موطن تسجيل المواقف المشرفة، وهذا هو وقت تسطير اللحمة بين الشعب والقيادة لتفويت الفرصة على كل حاقد وحاسد يستهدف أمننا وحكومتنا وولاة أمرنا ولسان حال الجميع:
أنا خويك بالليالي المعاسير...
وإلا الرخا كلٍ يسد بمسدي
اللهم احفظ هذه البلاد حكاماً ومحكومين وسدد خطاهم وأكفهم بما شئت من كيد الكائدين وحقد الحاقدين ومكر الماكرين يارب العالمين.
** **
- الجوف