فهد بن جليد
وزارة التعليم ماضية في تحريك دعوى قضائية ضد أحد مشاهير السوشيل ميديا, رغم التبريرات التي حاول تقديمها عبر فيديوهات جديدة, لتوضيح فكرته ومقصده من العبارات التي اعتبرت - غير لائقة - ومنافية للآداب وفيها ازدراء. لن أعتلي منصَّة القضاء هنا وأحاكم مُذنباً, كما لن أرتدي عباءة المُحامي وجبَّته السوداء لأدافع عن مُتهم بريء لم تثبت إدانته بعد, ما أودُّ التعليق عليه هو موقف وزارة التعليم في مواجهة ما يدور عبر وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي ويصدر من مشاهيرها, فالوزارة بهذه الخطوة تمثِّل أنموذجاً راقياً ومثالاً رائعاً وصحياً أتمنى أن تعتمده كل المؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد لوقف التطاول والأخطاء التي تعجُّ بها وسائل التواصل الاجتماعي, فكما أنَّنا ننظرُ إلى ما يقوم به بعض هؤلاء (كجريمة معلوماتية) تستوجب العقاب, فإنَّ السكوت عنهم وغض الطرف من المسؤول - برأيي - هو جريمة أخرى لا تُغتفر بحق المُجتمع, و لا تقل عن أثر سابقتها.
علينا تغيير أي مفهوم مغلوط تسلَّل إلى تفكير وقناعة بعض هؤلاء, بأنَّهم يملكون (حصانة ما) تحميهم من أن يطالهم نظام مُكافحة الجرائم المعلوماتية أو الوقوع في مُخالفاته بسهولة, مهما احتوت حساباتهم من سبٍّ وقذف, أو إساءة وتطاول, أو تشهير بالآخرين وإيذاءهم, خصوصاً عندما تعتمد شخصياتهم على التهريج والتهكم الذي أوصلهم للشهرة, أمثال هؤلاء المشاهير لن تحميهم الشهرة من العقاب مهما بلغ عدد المُتابعين, ولن يُعفوا من الحساب وإن تفاعل المُجتمع وكثرت إعلاناتهم, فالفيصل في كل قضية نقف أمامها هو (المُحتوى) وسلامته.
لذا على المشاهير استشعار أهمية المنصات التي بين أيدهم, وأثر الشهرة التي منحهم الله إياها, واستخدامها بالشكل اللائق والمسؤول والاستعانة بمن يثقِّفهم ويُفقِّهم أكثر إن لزِّمَ الأمر, ليس عيباً أن يتراجع بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي عن أسلوبهم, ويتخلَّوا عن خفة ظلهم المُصطنعة, بتوقفهم عن حشر أنوفهم بتنُّدر وفكاهة في قضايا المُجتمع التي لا يفقهون فيها شيئاً, ولو بتغيير طريقة وأسلوب أحاديثهم لتنحصر في التهريج الذي يُجيدونه في يومياتهم, لإضحاك الناس وزيادة عدد المُشاهدات لا أكثر.
وعلى دروب الخير نلتقي.