د.عبدالعزيز الجار الله
كان عام 2005م من الأعوام التي دونتها الذاكرة السعودية لأنها توافقت مع ولادة أهم المشروعات العلمية والثقافية والحضارية، ولادة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ورافقه برنامج خادم الحرمين للابتعاث الداخلي، وصاحبه الإعلان والبدء في مشروعات بناء المدن الجامعية في جميع مناطق المملكة وصل عددها إلى حوالي (50) مدينة جامعية، مدن الطلاب ومدن للطالبات وأكثر من (16) مستشفى جامعيًا تعليميًّا وغيرها من مشروعات الجامعة.
أما لماذا لا تنسها الذاكرة السعودية؟ فلأنها شهدت رحلات وهجرات علمية إلى معظم عواصم العالم المتقدم، تم ابتعاث أكثر من (500) ألف طالب وطالبة مع المحارم والمرافقين والعائلات من 2005 حتى 2018م لحوالي (10) مراحل ابتعاث كلفتها على الدولة بالمليارات، شاركت بها وزارة التعليم العالي السابقة ووزارة التعليم والوزارات والقطاعات الأخرى والجامعات والمستشفيات وحتى القطاع الخاص، الجميع شارك واستفاد من الابتعاث، وشملت معظم التخصصات الأكاديمية وما يطلبه سوق العمل وتم التركيز على الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والهندسة والحاسب والعلوم الطبيعية والقانون والعلوم الطبية التطبيقية وبعض تخصصات العلوم الإنسانية منها إدارة الأعمال والإعلام والعلاقات العامة والتسويق، غطت معظم العواصم العالمية المتقدمة: أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكندا والصين واليابان وروسيا وأستراليا ونيوزلندا وغيرها من العواصم. فَلَو تم توظيفهم في القطاعات الحكومية حينها، والاستفادة من بعضهم ومن لديهم الاستعداد في الانضمام إلى حملات الدفاع عن وطنهم وشرح موقف السعودية وتوظيف بعضهم في مجموعات وبخاصة تخصصات الإعلام والعلاقات العامة والتسويق والإدارة حتى وهم طلاب وبعد التخرج بدلا من الجهات الإعلامية والجهات الأخرى المعنية عن أمن معلومات الدولة من وزارات وهيئات التي لم تستطع الوقوف في وجه حملة الإعلام والعلاقات العامة التي شنها الغرب وتركيا وقطر وإيران في قضية خاشقجي وهي حرب في الفضاء الإلكتروني، حرب جماعية لا يتطلب رصاصة واحدة أو طائرات وقوات عسكرية، لو تم ذلك في وقت مبكّر لكان حالنا الإعلامي أفضل مما هو عليه الآن.