خالد بن حمد المالك
من قطر إلى تركيا، وإلى عدد من دول العالم، حيث جمعتهم جثة جمال خاشقجي -رحمه الله- وقرّبتهم من عفنها بعد موته، ولم يفكروا بأكثر من استخدامها للنَيل من القمة الشامخة المملكة العربية السعودية.
* *
يخلطون الأوراق بشكل ساذج، وتأتي جهودهم سافرة في صناعة مشكلة لدولة سامقة من خلال حدث مرَّ مثله دون أن يتوقف أحد عنده، أو يعيره اهتماماً، مع أنه لا نتيجة من هذا التآمر، إلا أن عملهم سوف يرتد عليهم في المستقبل.
* *
وما يفعلونه بغباء من خلال هذه التغطية الإعلامية الموسعة على مدى 24 ساعة ومنذ أكثر من شهر، هو كمن يكشف حقيقته ويعرّي لؤمه، فتصل به الحماقة والجهل إلى هذا الجنون في إقناع العقلاء بما لا ينفع معهم مال أو إعلام.
* *
الهجمة العدوانية كبيرة، والمؤامرة تتسع أكثر وأكثر ضد المملكة، والأهداف الشريرة لا يمكن أن تُغطى بمثل هذا الصراخ الإعلامي، أو توفر لها فرص من النجاح طالما أنها تدور في حلقة تكرار معلومات يشوبها الشك، خاصة وأن مصدرها جهات مجهولة.
* *
وفي زعمهم أن أكاذيبهم كلما ازداد تكرارها وترديدها فسوف يصدِّقها الآخرون، وما دروا أن أكاذيبهم هذه سوف تكشف ما وراء هذه الأباطيل والأراجيف، فحبل الكذب جد قصير إن كانوا يفهمون ويعقلون.
* *
إن ما تقوم به قناة الجزيرة القطرية، وتلك الصحف، ومحطات التلفزيون، المأجورة والممولة من قطر، من أكاذيب وتضليل في حادثة مقتل الخاشقجي، إنما تذكِّرنا بالمبدأ الذي كان يعتمد عليه وزير الدعاية النازية (جوبلز) وهو «اكذب ثم اكذب إلى أن يصدقك الناس»، غير أن هذا المبدأ إذا كان يصلح في تلك الفترة، فإنه لا معنى له ولا قيمة له في الوقت الحاضر.
* *
لقد أعلنت المملكة عن مقتل جمال خاشقجي، وحدّدت أسماء المتهمين، وتم إيقافهم على ذمة التحقيق، ومكّنت الأجهزة التركية من معاينة مبنى القنصلية، وقبل ذلك معاينة مقر إقامة القنصل السعودي في إسطنبول، غير أن تركيا تريد من المملكة أن تقرَّ بما لم يحدث، وأن تسلِّم المتهمين لها ليتم التحقيق معهم في تركيا، وهي مطالب مرفوضة، لأنها - ضمن أمور أخرى - تنتقص من نزاهة القضاء في المملكة.
* *
إن استمرار عرض مسلسل حادث مقتل الخاشقجي إعلامياً، وتصدّره نشرات الأخبار، وصدر الصفحات، وتنامي أعداد المتحدثين والكتَّاب يوماً بعد آخر، يكشف بوضوح عن البعد العدواني، والتآمر الوقح على المملكة، مع أن هذا العمل الرخيص لن يزيد المملكة قيادةً وشعباً إلا مزيداً من التلاحم، والوقوف صفاً واحداً في وجه هذا العدوان السافر، فمتى يفهمون إن كانوا يعقلون؟!