د.عبدالعزيز العمر
ورد في الحديث المروي عن أبي ذر «أن فقراء من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اشتكوا إليه فقالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور (الأغنياء) بالأجور، فهم -أي الأغنياء- بفضل ما لديهم من مال يتصدقون ويحصلون على الأجر، أما نحن الفقراء فمحرومون من ذلك الأجر لعدم توافر المال (انتهى).
لكن الإسلام يأبى أن يكون أداة فرز اجتماعي طبقي يعمل لصالح طبقة أو فئة اجتماعية بعينها، لذا وجدنا الرسول يرشد الفقراء إلى طرق أخرى غير المال للحصول على الأجر.
ماذا لو أن الفقراء اليوم (وهم موجودون في كل بلد) ذهبوا إلى وزير التعليم ووزير الخدمة المدنية وقالوا لهما ما مفاده أن أبناء الأغنياء أو الأثرياء يفوزون بفرص التوظيف والدخل العالي لكونهم قادرين على إدخال أبنائهم أفضل المعاهد وأرقى الجامعات الدولية على حسابهم، ولكونهم يستطيعون أن يوفروا لأبنائهم العديد من فرص الدعم التعليمي، في حين أننا نحن الفقراء لا نستطيع فعل ذلك. الذي يبدو لي أن التعليم قد يكون فعلاً عامل فرز طبقي اجتماعي، يحدث هذا عندما يحصل الفقراء على تعليم منخفض الجودة، وفي المقابل يحصل أبناء الأثرياء على تعليم عالي الجودة على حسابهم.
هنا يثور سؤال: هل يمكن غلق الفجوة بين تعليم أبناء الأغنياء وأبناء الفقراء. نعم هذا ممكن طالما لم نحوّل التعليم المتميز إلى سلعة لا يستطيع شراءها إلا أبناء الأغنياء فقط. وهذا يتطلب أن نبذل الحكومات أفضل الجهود لكي تقدم لكل الناس (أينما كانوا) تعليماً عاماً (مجانياً) متميزاً وعالياً في جودته، بل إن البعض يذهب أكثر من ذلك ليقول إن التعليم الجيد والمتميز يجب ألا يكون خاصاً بالطلاب الأذكياء فقط.