الوعي هو الحالة العقلية التي يتم من خلالها إدراك الواقع والحقائق التي تجري من حولنا ، وذلك عن طريق إتصال الإنسان مع المحيط الذي يعيش فيه مما يخلق لديه حالة من الوعي لكل الأمور التي تجري من حوله.
قد يكون وعياً حقيقياً بطبيعة القضايا المختلفة المطروحة حولنا وقد يكون وعياً مضللاً زائفاً ويتشكل الوعي الزائف بعديد من الطرق ولا ننكر تأثر الأغلبية من الناس بالمؤثرات التي تخلق حالة الوعي عندهم.
ومن أبرز العوامل التي تُشكل الوعي الزائف لدى عامة الناس هو الإعلام فالإعلام لديه القدرة على إخفاء حقائق وإظهار أخرى لقلب موازين وخلق رأي عام تجاه قضية معينة ،
في هذه المرحلة التي يمر فيها الوطن نحتاج إلى نسبة وعي عالية من المجتمع إلى الإعلام للمؤسسات التعليمية والدينية وكل من يمثل المشهد الثقافي في الوطن من المثقفين والكُتاب والفنانين والأدباء فكل هؤلاء يشكلون الوعي العام.
نحتاج إلى تعزيز بناء الشخصية المتوازنة الطموحة وصولاً إلى الإنسان المواطن الواثق من نفسه ومن قيادته والواعي بقضايا أمته و إلى جيل واعٍ يواجه التحديات و إلى وحدة صف يصعب اختراقها.
الإنسان ذو الوعي المرتفع يصل تأثيره على الأشخاص والأحداث بطريقة إيجابية بينما الإنسان ذو الوعي المنخفض تأثيره يكون سلبياً وهو مالا يخدم قضايانا.
عندما نصل لمرحلة فهم ووعي كافية بكل الظروف التي تمر بوطننا والمتربصين سندرك أهمية متى نتحدث ومتى نصمت.
لماذا نحتاج الوعي ؟
الوعي كمفهوم ومفردة ثقافية ليست مطلباً خاص إنما مطلب عام وطموح يشمل الجميع فكلما زادت مساحة الوعي في المجتمع كلما ساد الأمن والاستقرار.
الوعي أن لا تفعل مايفعله الغير أن لا تنجرف في أمراً ما لمجرد قامت به مجموعة ، الوعي أن لاتنساق خلف الإشاعات أن لاتخوض في أمور لا تدركها.
الوعي أن تكون واعيا باللحظة وماتفعله الآن ومايفعله الآخرون وما المغزى مما تفعله ولماذا تفعله وهل تفعل الشيء بإرادتك، الوعي حين يراد به «الوعي الوطني» فهو ثقافة من نوع خاص إذ يحضر الإنسان والمكان ويحضر التاريخ والهوية والمستقبل لنطرح الأسئلة كيف نرى العالم وكيف هو العالم يرانا.
الوعي الوطني منظومة تفاعلية لأجل الوطن الذي يجب أن يكون أكبر من «الأنا».
** **
- منيرة الخميري