موضي الزهراني
لقد أفصح الملحق السعودي في واشنطن د. محمد العيسى لوسائل الإعلام بأن (إحدى الضحيتين السعوديتين اللتين وجدت جثتاهما الأسبوع الماضي على أحد شواطئ مدينة نيويورك الأمريكية مبتعثة وتبلغ من العمر «22 عاماً» فيما تبلغ أختها 16 عاماً)! وبغض النظر عن تلك الإشاعات التي لازمت وفاتهما رحمها الله وأعان أسرتهما على هذا المصاب الجلل، فإن تكرار تلك الحوادث المؤلمة والقاتلة في أغلبها للطلاب المبتعثين السعوديين في بعض الدول يتطلب من وزارة الخارجية طرق الجرس مع سفاراتنا وقنصلياتها في الخارج، وكيفية حمايتهم بطريقة أعلى دقة من هذه الحوادث وهم في عمر الزهور! فهؤلاء المبتعثون الذين سافروا من أجل طلب العلم تعرضوا لحوادث اختلفت أسبابها لكن نهايتها كانت قاتلة! وإلى اليوم للأسف الشديد لم تفدنا وسائل الإعلام أو سفارات بلادنا في تلك الدول التي ارتفع فيها نسبة تلك الحوادث ضد طلابنا بأي نهاية تؤكد بأن مؤشرات الحماية لهم عالية جداً، مما يسيء إلى نشر روح الطمأنينة سواء بالنسبة للمبتعثين الذين ما زالوا يكملون دراستهم، أو بالنسبة لأُسر المغدور بهم سابقاً من حيث ردّ اعتبارهم الشرعي أو حفظ حقوقهم وحقوق أبنائهم الذين تم قتلهم بدون وجه حق في كذا دولة! وحيث إن السعودية تحتل المرتبة الأولى في عدد الطلبة المبتعثين مقارنة بالسكان والثالثة عالمياً بعد الصين والهند تبعاً لتقرير وكالة شؤون البعثات بوزارة التعليم، فإن آخر إحصائية لها تفيد بأن عدد المبتعثين السعوديين وصل إلى 81455 ألفًا في أكثر من 22 دولة حول العالم مع مرافقيهم، منهم 55 ألف مبتعث و26 ألف مبتعثة! ويحظى المبتعثون خلال فترة دراستهم براتب شهري وتتكفل الحكومة بنفقات اصطحابهم لأسرهم، إلى جانب دعم أسر الكثير لهم مادياً لتلبية متطلبات الابتعاث والحياة في الغربة كمثل جميع الطلبة الخليجيين الذين يحظون باهتمام ومتابعة أُسرهم وسفاراتهم بلا شك! لكن لتلك الأعداد المتزايدة من المقبلين على الابتعاث للخارج وخاصة للولايات المتحدة الأمريكية، فإن اهتمام حكومتنا الرشيدة بالمبتعثين يركز على الاستفادة من تلك الطاقات الشابة بعد عودتهم من الخارج، ومن تخصصاتهم المناسبة للنهضة بتنمية الوطن وبرامجه التحولية، ولكن لتزايد تلك الحوادث القاتلة للبعض منهم، فإنه لا بد من عقد اتفاقية حماية ذات أسس قانونية مع الدول المبتعث لها طلابنا على أن تتضمن بنوداً لتوعية المبتعثين بأنظمة ومخاطكل دولة، مع ضرورة الحد من الاهتمام بالمظاهر الخارجية المبالغ بها التي تجعلهم طمعاً للمجرمين والمشردين في تلك الدول بسهولة.