سلمان بن محمد العُمري
لا أحب التعميم في الأحكام حتى وأن أصبح البعض يرى في بعض المشاكل والتصرفات السلبية أنها تشكل ظاهرة، وأن رأى البعض السلبيات ولهم الحق في أن يمتعضوا منها وينفروا عنها، ولكن ثمة أمور إيجابية يجب أن تشجع وتبرز وتظهر تقديراً وتشجيعاً للناس على الاحتذاء بها.
كنت قد فرغت من قراءة كتابين ومما شدني في الترابط بينهما ليس موضوع الكتاب وما هيته، ولكن القاسم المشترك بينهما إن من الكاتبين سجل تقديره وشكره لزوجته وأهدى إليها الكتاب عرفاناً بجميلها وصبرها بل ومساعدتها له في الإعداد للكتاب وهي لفتة جميلة وظاهرة إيجابية بدأنا نقرأها في مقدمات الكتب، ويستحق الأب والأم والزوجة أو أي شخص له أثر أن يذكر فيشكر فكل من أسدى معروفاً حق له الشكر والتقدير وهذا من الوفاء ورد الجميل.
بقيت هذه الفكرة عالقة في ذهني وأردت تناولها في مقالة وربما نسيتها أو تشاغلت عنها بأمور أخرى حتى وردت إليَّ عدد من الرسائل السلبية التي تتهكم في الزوجات سواء في الحياة الزوجية بوجه عام أو حتى الزوجات من بنات الوطن، وفي كلتا الحالتين هذه الكتابات السلبية تهدم ولا تبني وتعزز من الكراهية والبغض وخلق صورة نمطية سلبية لدى الشباب المقبلين على الزواج بل وحتى المتزوجين حينما ترسخ نمطاً معيناً من الأفكار.
قد يقول البعض هي مجرد نكت وترفيه عن النفس ليس إلا، والبعض لا يدري أن النكت السياسية والاجتماعية التي في ظاهرها الترفيه والتسلية وباطنها الدمار والخراب (لغسيل المخ) والتأثير على الفكر، وقد استخدم الاستعمار الأجنبي ومن ثم الغزو الفكري (النكتة) منذ زمن للتأثير على الشعوب المحتلة إما للتفرقة بين الشعوب والمناطق فئوياً أو دينياً أواجتماعياً وضرب الوحدة الاجتماعية أو لهدم المجتمع وقيمه وأخلاقه وترابطه الأسري.
الزوجة هي الأم وقبل كانت البنت والأخت والإساءة لها إساءة لنا جميعاً، ولكن حينما يراد الإساءة إليها في بلاد المسلمين عامة وبلادنا خاصة فهم يريدون ضرب أقوى الروابط الأسرية بالسخرية والاستهزاء والانتقاص، وربما يكون المقابل امتداح الرذائل وليست الفضائل وتزيين المحرمات على حساب عش الزوجية.
وأعلم أن الكثيرين يرددون الرسائل على محمل طيب للترفيه والنكت وليس لمقصد سلبي ولكنهم يجهلون أنهم يخدمون من أنشأ هذه النكت ويحققون أهدافه في ضرب كيان الأسرة وزعزعة أركانها بالانتقاص والسخرية والتحطيم المعنوي. ومن هنا يمكننا القول إن من إكرام الزوجات التوقف عن التنكيت!