برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني يفتتح الأربعاء القادم 29 صفر 1440هـ الموافق 7 نوفمبر 2018م معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية- روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، الذي تنظّمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في «متحف اللوفر أبوظبي»، ويستمر حتى السبت 11 جمادى الآخرة 1440هـ الموافق 16 فبراير 2019م. ويحظى المعرض الذي نظّمته المملكة في 14 متحفاً عالمياً باهتمام الأوساط الرسمية والإعلامية والثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
أكد عدد من المسؤولين أن المعرض يمثِّل فرصة مهمة للتعرّف على حضارات الجزيرة العربية والإرث التاريخي للمملكة والمنطقة، لافتين إلى أنه فرصة مهمة للتعرّف على حضارات الجزيرة العربية.
فقد أكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في المملكة أن إقامة معرض طرق التجارة في الجزيرة العربية معرض روائع آثار المملكة عبر العصور في الإمارات هو إضافة كبيرة وثرية لمتحف اللوفر أبوظبي، معتبراً أن أهميته تكمن في مروره بعدة عواصم عالمية وتاريخية وتراثية قبل وصوله إلى أبوظبي.
وأضاف آل نهيان: أشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على إتاحة الفرصة لمعرض عريق معرض قيم وهو معرض طرق التجارة في الجزيرة العربية معرض روائع آثار المملكة عبر العصور، كما أشكر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على اختيار أبوظبي كإحدى محطات هذا المعرض.
وبيَّن سفير الإمارات أن هذا المعرض ثري وسيضيف للمجتمع الإماراتي زيادة في المعرفة عن آثار المملكة التي تعد من أهم الدول التي تحوي العديد من الآثار من جميع العصور، ونحن نفتخر ونشعر بغبطة كبيرة بوجود معرض على هذا المستوى في دولة الإمارات، مؤكداً على عمق العلاقة السعودية الإماراتية وأهمية الروابط والعلاقات الثقافية بين المجتمع السعودي والإماراتي.
وبيّن أن وقت إقامة المعرض في أبوظبي يتوافق مع مرور عام على افتتاح متحف اللوفر ابوظبي وكذلك يتزامن مع عام زايد في الإمارات وهذا الأمر يؤكد على عمق العلاقة بين البلدين في مختلف المجالات والترابط الكبير بين الحكومتين والشعبين.
وأعتبر سفير الإمارات أن المملكة دائماً في قلب الإمارات وأي فرصة تتيح للإمارات أن تستضيف أي فعالية أو مشاركة في الإمارات هو شرف واعتزاز كما أننا نرى أن العلاقة الاجتماعية والثقافية ممتدة حتى قبل أن تكون السعودية والإمارات، مضيفاً: بيينا وبين السعودية روابط أهلية وروابط دم، يرى الإماراتي نفسه بأنه في بلده وأنه عند أهله والسعودي كذلك».
من جهته شدد معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي على أن المعرض يعد حدثاً بارزاً في مجال العلاقات الوطيدة بين المملكة والإمارات في مختلف المجالات ومنها السياحة والتراث:
وقال: «تشترك دولة الإمارات العربية المتحدة مع المملكة العربية السعودية بتاريخ طويل من الأخوة والصداقة والتفاهم، وسيظهر المعرض على التراث الثقافي الغني والمشترك بين البلدين منذ فترات مبكرة من التاريخ، وصولاً إلى الوقت الحاضر».
أما الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي، فرأت أن «طرق الجزيرة العربية، من قوافل الجِمال في البر والتجارة البحرية إلى المسارات التي سلكها الحجاج، لطالما تمتعت بأهمية حيوية من حيث التنمية الاقتصادية وتبادل الأفكار والعادات والثقافات داخل المنطقة وخارجها على حد سواء.
وأضافت: «يسير زائر المعرض على هذه الطرق، ليذهب في رحلة يكتشف فيها الروابط والتبادلات التي نُسجت في شبه الجزيرة العربية. فالأبحاث الأثرية التي أُجريت في السنوات الأخيرة سلطت الضوء على تاريخ المنطقة وتنوعها منذ القدم، والمميز في هذا المعرض بالتحديد المجموعة المختارة من الآثار من دولة الإمارات العربية المتحدة.»
وقالت إن المعرض، يقدم للمرة الأولى على الإطلاق، قطعاً أثرية من الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك لؤلؤة وُجدت في أم القيوين يرجع تاريخها إلى عام 5500 - 5300 قبل الميلاد (مُعارة من متحف أم القيوين)، وحجراً مزيّناً برسم لجمل من أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد (مُعار من متحف العين)، وقطعة فريدة من نوعها يعود تاريخها إلى الألفية الأولى قبل الميلاد من ساروق الحديد (مُعارة من بلدية دبي)، وقطعاً من جلفار (مُعارة من متحف رأس الخيمة الوطني).
نقل مباشر للافتتاح
ويحظى المعرض باهتمام إعلامي واسع على المستوى الإقليمي والدولي، حيث سيتم تغطية افتتاحه من أبرز القنوات والصحف والمواقع الإلكترونية الدولية، إضافة إلى وسائل الإعلام السعودية والإماراتية وعدد من الصحف والقنوات العربية والخليجية، والمجلات المتخصصة في الآثار.
المحطة الأكبر في تاريخ المعرض
وتتميز محطة المعرض (الخامسة عشرة) التي ستُقام في «متحف اللوفر أبوظبي»، بأنها المحطة الأكبر في تاريخ المعرض، حيث أضيفت لقطع المعرض الـ(466) قطعة أثرية قطعاً أخرى تعكس جانباً من الأنماط المعيشية في الحضارات المشتركة في الجزيرة العربية، خاصة المتعلقة منها بالصحراء والفروسية والجمال والصيد بالصقور ووسائل الصيد الأخرى في الصحراء.
كما سيشمل المعرض جناحاً للحضارات والتراث المشترك بين المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
ويعد معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، الذي تنظّمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني واحداً من أهم المعارض السعودية العالمية التي قدمت التراث الحضاري للمملكة والجزيرة العربية لأكثر من خمسة ملايين زائر من مختلف دول العالم من خلال إقامة المعرض في أشهر المتاحف العالمية بالمدن والعواصم الأوروبية والأمريكية والآسيوية، حيث شكل المعرض فرصة مهمة وحيوية لاطلاع العالم على حضارات المملكة والجزيرة العربية وما تزخر به من إرث حضاري كبير، ومقومات حضارية وتاريخية ممتدة عبر العصور.
14 محطة دولية ومحلية
وخلال السنوات الثماني الماضية، وتحديداً منذ الثالث عشر من يوليو عام 2010م، قامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتنظيم المعرض في 14 محطة دولية ومحلية توقف خلالها في أشهر متاحف العالم، وقدم عروضاً مميزة لعدد كبير من القطع الأثرية المتنوعة ذات القيمة الاستثنائية لأول مرة خارج أراضي المملكة، امتداداً لحضور المملكة العالمي، ومكانتها الإسلامية باحتضانها الحرمين الشريفين، وكذلك دورها الاقتصادي وتأثيرها في العلاقات الإنسانية انطلاقاً من موقعها الجغرافي المميز الذي شكل محوراً رئيساً في المجالات الثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسراً للتواصل الحضاري عبر العصور وبين العديد من حضارات العالم القديم، حيث ضم المعرض أكثر من 460 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالعاصمة الرياض، وعدد من متاحف المملكة المختلفة.
وأقيمت أولى محطات المعرض في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، ثم أقيم تباعاً في مؤسسة «لاكاشيا» ببرشلونة، ومتحف الإرميتاج بروسيا، ومتحف البرجامون ببرلين، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أقيم في متحف ساكلر بواشنطن، ومتحف «كارنيجي» ببيتسبرغ، ومتحف «الفنون الجميلة» بمدينة هيوستن، ومتحف «نيلسون-أتكينز للفنون» بمدينة كانساس، ومتحف «الفن الآسيوي» بمدينة سان فرانسيسكو، ثم تفضَّل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - بافتتاح المعرض في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران التابع لشركة أرامكو، في1 ديسمبر 2016وأذن لانطلاقة المعرض إلى محطاته الجديدة في آسيا، حيث أقيم في المتحف الوطني في العاصمة الصينية بكين الذي رعى الملك سلمان وفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية حفل اختتامه في 16 مارس 2017م)، ثم أقيم في المتحف الوطني بالعاصمة الكورية الجنوبية سيئول، ثم في المتحف الوطني الياباني بالعاصمة اليابانية طوكيو، إضافة إلى تنظيمه في المتحف الوطني بالرياض ضمن المعارض المصاحبة لملتقى آثار المملكة العربية السعودية (الأول).
ويحط المعرض في متحف اللوفر بإمارة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ضمن معارض وأنشطة متبادلة بين البلدين اللذين تربطهما علاقة أخوية وطيدة وقواسم تاريخية مشتركة، وبالتوافق مع احتفال دولة الإمارات الشقيقة بمرور عام على افتتاح المتحف، و»عام زايد» احتفاءً بالذكرى المئوية لميلاد المغفور له - بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتتوفر معلومات أوسع في الموقع الإلكتروني للمعرض على الرابط:
http://roadsofarabia.sa/
إضافة إلى موقع الهيئة على الرابط: www.scth.gov.sa