«الجزيرة» - عبدالله الهاجري:
وصف الأمير تركي الفيصل الهجمات على المملكة العربية السعودية ومحاولات إخضاع علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية وبقية الدول الحلفاء بقضية المواطن جمال خاشقجي - رحمه الله - بالأمر غير الصحي على الإطلاق، محذراً سموه من أن الغضب الأمريكي الذي «يشيطن المملكة» في واقعة خاشقجي يهدد العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وأكد سموه بأن المملكة «أصول وليست التزامات».
واستشهد الأمير تركي الفيصل في خطاب له أمام المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية أن ما يحدث حالياً إنما يسير على نمط ما حدث في أزمات سابقة بين المملكة وأمريكا، وأرجع سموه الذاكرة إلى أزمة النفط في عام 1973، وكذلك أزمة 11 سبتمبر 2001، من شدة الهجمة الإعلامية المكثفة على المملكة من خلال سياسيين ومراكز البحث والإعلام، إلا أن العلاقة تعافت وتوسعت.
وأبان سموه أنه في هذه الأيام تتعرض العلاقة بين المملكة وأمريكا للتهديد، وأن الهجمة على المملكة وشيطنتها بالطريقة ذاتها التي حصلت في الأزمات السابقة، وأن كثافة هذه الهجمة غير منصفة وخبيثة، مؤكداً سموه التزام المملكة بتقديم أولئك الأشخاص عن قتل خاشقجي أمام العدالة، وأن قانون العدالة سيأخذ مجراه.
واستطرد سموه في كلمته، أن علاقتنا الكبيرة مع أمريكا، سنتجاوز بها هذه الأزمة، وأنه يجب علينا العمل بجد ودأب لكي نحافظ على هذه العلاقة، وأن علاقتنا مع أمريكا ليست محصورة فقط في النفط والدبلوماسية والسلام والمال والاستثمار والتعليم والتدريب، بل إنها تتمدد بين الشعبين عبر سنوات طويلة من العلاقة والعمل البيني من خلال إحلال السلام العالمي في الشرق الأوسط وأمن واستقرار الاقتصاد العالمي واستقرار أسعار النفط والأسواق، إلى جانب مجابهة قوى الإرهاب والقوى المتشددة إقليمياً ودولياً، وتحجيم إيران في محاولاتها لأخذ دور الزعامة، مبيناً سموه أن المملكة وفي العديد من المناسبات قد دفعت الثمن غالياً وذلك للحفاظ على سمعتها، وقد تحملنا تلك التكلفة لأننا نؤمن بقيمة صداقتنا معكم، لذلك فإن العلاقات السعودية الأمريكية «أكبر من أن تفشل»، ولذلك فإننا نقدر علاقتنا الإستراتيجية مع الولايات المتحدة ونأمل في الحفاظ عليها، ونرجو أن ترد الولايات المتحدة بالمثل». وأضاف سموه في سياق كلمته بأن العالم اليوم يتغير ويتبدل، وأن الركائز التي أرست دعائم علاقتنا يتم تحديها، وستبقى أهمية المملكة كما هي لم تتغير، فهي حجر الزاوية للعالم الإسلامي، والمملكة تلعب دوراً استراتيجياً مهماً للوصول إلى السلام والازدهار من خلال العمل مع الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء الآخرين لوضع حد لنزاعات الشرق الأوسط.
وأشار سموه إلى أن المملكة توفر ما نسبته 4 % من الناتج المحلي كمساعدات للبلدان الفقيرة، وقبل يومين شطبت ما مجموعه 6 مليارات دولار كديون على تلك الدول.