رمضان جريدي العنزي
قناة الجزيرة خنجر مسموم يحاول ضرب خاصرتنا، حقيقة جلية وواضحة يسمعها الأصم ويراها الضرير، ويؤكدها كل مراقب عاقل حصيف، ما عندها رسالة ولا توجه ولا غاية سوى بث أحقادها وسمومها تجاهنا، لهذه القناة رمادية داكنة تحف بها وبإستراتيجيتها ورؤيتها، ولديها شهوة عبث وخراب ودمار، تحاول أن تصيب المشاهد والسامع بأمراض الكآبة والشرود والمآسي والهموم، ولأنني متأكَّد من أنها لن تستقر على حال سوي، أو مآل عاقل، أو حكمة بالغة، فهي لن تترك أسلوبها وثعلبتها وحرباوتها وعقربتها، ولن تبدل جلدها ولغتها وأسلوبها الرخيص، فالفوضى والكذب والتأليب والتهويل عندها هي الحاجة والخزينة والرصيد، حواراتها فجة بلا عقل ولا أخلاق ومليئة بالحقد الدفين المقيت، وعندها جحود يشبه جحود الضبعة لأم عامر، هذه القناة أسست على الكذب والبهتان والزيف والتهويل والتزوير، وصرف عليها مبالغ هائلة من أجل هذه الأهداف الفاسدة، والتوجهات الدنيئة، لهذا هي تتحفنا بين الحين والآخر بمشهد درامي مثير وفق لغة ركيكة، ورسالة ليست بالغة، وتوجه بغيض، ففي كل يوم تخرج علينا بهيكل جديد، ولغة جديدة، وتوجه جديد، وحلة جديدة، وضيوف ممتلئين بالبغض والكراهية، تالية علينا بيانًا غير مفهوم، وليس به مضمون، ويعلوه غبار، موجهة لنا التهم، ومكيلة علينا المفردات المبطنة والعبارات المرمزة، لقد انكشف ستارها، وستار من يديرها ويحرر شؤونها وأخبارها، لقد بانت خفاياها وعيوبها ورداءة توجهها منذ أمد طويل، وهي التي كنا نضع عليها ألف علامة استفهام منذ بدئها وبدء برامجها الطائفية والعنصرية والحزبية البغيضة، التي أججت المشاعر، ونبشت القبور، وأحيت الموتى، وأيقظت الفتنة، ودمرت البلدان العربية، وهو الأمر الذي يجب أن لا نسكت عليه أو نتجاهله، فهي ومنذ إنشائها تعترض طريقنا وحياتنا وقادتنا وشؤوننا بشكل بغيض ونافر وبعيدًا عن النقد الهادف البناء، لقد صمتنا عليها وأمثالها طويلاً، لكننا ومنذ الآن سنحاصرها ونعريها ومن يديرها من المشبوهين والمرتزقة الذين ولدوا من رحم الاستخبارات العدائية ثم دفعوا بهم للعمل في هذه القناة التي أنشئت من أجل الخراب ووقف عجلة الحياة، سوف لن نسمح لهؤلاء المخربين الحاقدين النفعيين الذين جاؤوا من أرصفة التشرد أن يؤذوننا، ولن نبقى بعد الآن صامتين، في الوقت الذي تواجه فيه بلادنا أكبر هجمة إعلامية عدائية في التاريخ الحديث من هذه القناة المشبوهة تستهدف كياننا وادتنا ووجودنا ومستقبلنا وأطفالنا ومجتمعنا وتاريخنا النبيل، أن أغلب العالمين في هذه القناة قد كانوا عندنا، أرضعناهم حليبًا مدرارًا، وأمددناهم بموائد الخير الكبيرة حتى شبعوا، ثم شبوا عن الطوق، لينحوا طريق العداوة ضدنا بشكل هيستيري مجنون لا حدود له، لقد اكتشفنا حقيقة هذه القناة وسوداويتها ومقصدها منذ أسست ووضع لها الهيكل والبنيان، ومنذ أن تصدر العبثيون والحزبيون والقوميون والسحرة والأفاكون فيها المشهد الهزيل، لقد حاولوا وما زالوا يحاولون أن يخطفوا منا حلمنا وطموحنا ومستقبلنا، لقد مارسوا أقسى أنواع التحريض ضدنا، حين أصروا جميعاً على الكذب والعبث والتنجيم والفجور، لكنهم لم يفلحوا ولن يفلحوا أبداً ما دامت أرواحنا في أجسادنا وقلوبنا تنبض بالحياة، شعاراتها المضللة، ونظرياتها الواهية، ولغتها الزائفة، وزعيق مذيعيها، هي عندنا مثل الذباب والضفادع نقًا وطنينًا، إن على الجمع المرتزق العامل في هذه القناة الذين تم جلبهم من أقبية السوء والسواد والتشرد أن ينشغلوا بملفات بلدانهم الأصلية المتشعبة الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإنسانية والحقوقية، وليس بملفات غير بلدانهم الذي لا ينتمون إليها لا عرقًا ولا أصلاً ولا فصلاً ولا دمًا، أما نحن السعوديين الأحرار فسوف نضحك عن قريب على هؤلاء بلا حد ولا عد ولا سقف، حينما يغلق العقلاء الأبواب من دونهم، ويمنعون عنهم الماء والشمس والهواء، ويرمونهم في الخلاء عارين إلا من ورقة توت صغير، وليعلم هذا الجمع الذي يشبه جمع الضباع والثعالب من مرتزقة هذه القناة، إن الذين اتخذوهم ألعوبة طرية في مسارح سيركهم الضيق حتمًا سيلفظونهم بقوة وبلا هوادة ذات مرة قادمة عاجلة وليست آجلة، وسيعلمون أي منقلب ينقلبون.