علي الصحن
وصل المنتخب السعودي لفئة الشباب لكأس العالم للمرة التاسعة، وهو إنجاز يستحق عليه اللاعبون والأجهزة القائمة على المنتخب الشكر، الوصول لكأس العالم إضافة حقيقية لكل فريق، والوصول إلى هناك طموح للجميع، وقد لاحظنا جميعاً البهجة التي عاشها الشارع الرياضي مساء الاثنين الماضي وتفاعلهم مع الفوز على أستراليا وتحقيق الهدف الأهم في البطولة الآسيوية.
الوصول هدف مهم وتتويج لعمل وجهد كبيرين بلا شك، وهو قبل ذلك كله ثمرة يانعة للدعم الكبير الذي تجده الرياضة السعودية من قبل القيادة الرشيدة حفظها الله، وللاهتمام المتواصل من قبل معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، لكن هناك أهداف أخرى يجب أن تتبع هذا الوصول وأهمها الحفاظ على نجوم المنتخب وتأهيلهم ليكونوا نواة حقيقية للمنتخب الأول مستقبلاً. تأهل المنتخب لكأس العالم ثمان مرات سابقة، والسؤال: أين هم النجوم الذين صنعوا تلك الإنجازات ومن منهم استطاع مواصلة المشوار؟ الحقيقة أن من استمر منهم عدد قليل، فيما تراجع مستوى البقية واختفى بعضهم ولم يصنعوا ذلك التأثير المنتظر في الملاعب.
كتبت هنا في 27 أكتوبر 2016 تحت عنوان: «الأخضر الشاب عالمي.. ثم ماذا؟»:
((في كل تأهل سابق للمنتخب كنا نقول: «إن المجموعة الشابة ستكون وقود الأخضر الكبير في قادم السنوات، واليوم بعد مرور خمس سنوات يمكن أن نتساءل من بقي من تلك المجموعة، وأين ذهب البقية؟».
اتحاد الكرة الحالي والاتحاد المقبل يجب أن يحافظ على الأسماء التي تمثل الأخضر الشاب حالياً، وبالذات في المراكز التي تعاني شحاً في جميع الأندية السعودية مما ينعكس سلبياً على المنتخب ويجعل بعضهم ينادي بتجنيس بعض اللاعبين وكأن المواهب عدمت في الكرة السعودية. الكرة السعودية ولادة ولو وفقت في من يديرها ويدير أنديتها بشكل جيد لذهبت بعيداً في جميع المنافسات، واليوم ونحن نسعد بإنجاز الأخضر الشاب نأمل أن يوفق بمن يحافظ على نجومه، كلهم أو جلهم وهذا هو الهدف الأساس لمنتخبات وفرق الفئات السنية.
المشكلة أن الاحتراف صار بطريقة أو أخرى سبباً في اختفاء بعض النجوم، يبرز هذا اللاعب في ناد من أندية الوسط، لا تخطئه لعبة السماسرة ومسؤولو أندية المقدمة، ينتقل وتتضاءل فرصته.. وتُكتب نهايته في الملاعب سريعاً رغم موهبته المميزة، والأمثلة على ذلك كثيرة.
هنا قد يقول قائل: (إن الأندية لا تلام على ذلك فهي تبحث عن اللاعب المميز، وأن اللاعب يجب أن يستغل فرصة الانتقال لتطوير قدراته وإثبات حضوره، غير أن المشكلة تكمن هنا في صغر عمر اللاعب وضعف خبرته وربما عدم قدرته على التعامل المثالي مع المتغيرات الجديدة في حياته الشخصية والرياضية، ويبقى دور الأندية في تهيئة الجو المناسب وإدارة اللاعب بشكل يناسب عمره وخبرته)).
واليوم وبعد عامين أجدني ومع استلام اتحاد جديد إدارة أمور الكرة السعودية مضطراً لإعادة ما كتبته سابقاً، خاصة وأن الأمور اليوم متاحة بشكل أفضل للاهتمام بنجوم المنتخب وصقلهم والحفاظ على مواهبهم، ومن المؤكد أن الهيئة العامة للرياضة لن تقصر في هذا الجانب، وأنها ستدعم اتحاد الكرة في أي خطوة يخطوها، وأي برنامج يتبعه لتطوير هذه النخبة من النجوم، وجعلهم نواة للمنتخب الأول خلال السنوات المقبلة.
القرار بيد اتحاد الكرة للحفاظ على نجوم المنتخب، وكلنا أمل أن يستفيد من الأخطاء السابقة حتى لا يكون الوصول إلى كأس العالم نهاية الطموح.