ماجدة السويِّح
احتفلت ستاربكس بافتتاح أول فرع لها لخدمة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ممن يعانون من قصور أو فقدان لحاسة السمع في العاصمة واشنطن، وقد جاءت فكرة هذا المقهى الفريد من نوعه بالعالم، بعد معاناة إحدى العميلات عند محاولتها طلب مشروبها المفضل من خلال خدمة السيارات، وفشل الموظف في التواصل مع العميلة، التي كانت تعاني من إعاقة سمعية لم تمكنها من طلب الخدمة، الحادثة كانت مصدرا ملهما للشركة في تخصيص فرع لذوي الاحتياجات الخاصة، وتوظيف من يعانون من فقدان السمع الكلي أو الجزئي، للتواصل مع الجميع بلغة الإشارة والكتابة.
الحادثة وظفت بإبداع في الاهتمام بفئة من فئات المجتمع، وإشراكهم في إدارة فرع من فروع الشركة بلغة الإشارة، وجذبت الأنظار والاهتمام بمعاناة ذوي الاحتياجات الخاصة.
في الجانب المحلي أرى أن مبادرة جامعة الملك سعود في تمكين طلبة قسم الإعلام من ذوي الاحتياجات الخاصة في التقديم الإخباري، لا تقل تميزا عن مبادرة ستاربكس، حيث شهدنا الأسبوع الماضي انطلاق مبادرة إعلام ذوي الهمم من قسم الإعلام، لمشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة زملائهم في القسم في تقديم التقرير الأسبوعي المصور، برئاسة رئيس قسم الإعلام الدكتور علي العنزي، وتقديم المذيع النجم خالد خبراني كأول طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة.
المبادرة هي خطوة إيجابية وتقدمية، لمشاركة وتفعيل الحضور لطلبة الإعلام، أو من يملكون الموهبة والكفاءة الاتصالية من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتدريبهم وصقل مهاراتهم وتأهيلهم لسوق العمل.
تخصيص مساحة لمشاركة وإيصال صوت ذوي الاحتياجات الخاصة هي خطوة هامة، في ظل نقص الكوادر التي تتفهم حقيقة الإعاقة وقضاياها .
في الدول المتقدمة نجد العديد من المنظمات والجمعيات، التي تنبثق من الجامعات، وتعني بالصحفيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وجامعة الملك سعود من خلال قسم الإعلام مؤهلة لتكون مركزا ومصدرا لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، والصحفيين المهتمين بتغطية قضايا الإعاقة.
على سبيل المثال في أمريكا يستعين الصحفي من ذوي الهمم وكل الصحفيين المهتمين بقضايا الإعاقة، بالمركز الوطني للإعاقة والصحافة، ومقره مدرسة الصحافة والاتصال الجماهيري في جامعة ولاية أريزونا، كمصدر ومرشد للعمل الصحفي، ومكانا موثوقا لتبادل المعلومات مع الخبراء، والممارسين للعمل الصحفي.
لا شك أن الصحفي من ذوي الاحتياجات الخاصة، سيكون له الأثر والتأثير في إيصال رسائلهم للمجتمع، وكيفية التفاعل مع ما يهمهم ويعينهم على تخطي التحديات، وتغطية القضايا التي تحيط بهم وبمستقبلهم الذي ينشدونه.
الإعلامي من ذوي الاحتياجات هو خير سفير لقضاياهم ومعاناتهم، دون الاستعانة بمن لا يحسن في نقل رسائلهم، إلا من خلال استدرار الشفقة والعواطف، لينقل صوتهم منقوصا، في حين يمتلك ذوي الهمم الكثير من الإبداع والكفاءة لنقل صوتهم وقصصهم، للمجتمع المتعطش لسماع تلك الأصوات، من خلال أصحاب الهمم ببصماتهم، ومعايشتهم لواقعهم دون رتوش أو مبالغة.