د. عماد بن زهير حافظ
إن الشائعات المغرضة والأراجيف كم أحزنت من قلوب وأولعت من أفئدة وأورثت من حسرات وكم أقلقت من أبرياء وكم حطمت من عظماء وأشعلت نار الفتنة بين الأصفياء، وكم نالت من علماء وأوفياء، وكم هدمت من وشائج وروابط وتسببت في جرائم نكراء، كم أثارت فتناً وبلايا وحروباً ورزايا.. إنها بلا شك من أخطر الأسلحة التي تدمر المجتمعات والدول والأشخاص، بل قد تكون معول هدم للدين من الداخل أو الخارج.
إن نشر الشائعات سلاح مطير يفتك بالأمة ويفرق أهلها، ويسيء ظن بعضهم ببعض، ويفضي إلى عدم الثقة بينهم، وإنه أمام ما تمر به بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية في هذه الظروف الحرجة التي تواجه فيها هجمة شرسة تستهدف هذا الوطن العزيز في دينه وأمنه وقيادته ومواطنيه ومقدراته، كان لزاماً علينا أن نحذر كل الحذر من الاستجابة لأعداء الدين والوطن، وعلينا أن نحرص كل الحرص على اللحمة الوطنية وأن نلتف حول قيادتنا وولاة أمرنا حتى نفوت الفرصة على الأعداء فيما يهدفون إليه من زعزعة الأمن وتفريق الصف في هذه البلاد المباركة رأس العالم الإسلامي ومهبط الوحي الشريف وحاوية المقدسات الإسلامية «الحرمين الشريفين» بل وعلينا أن ندفع عنها وعن قيادتها القائمة على الحق والعدل كل ظلم وزور وبهتان، وأن نكون يداً واحدة أعواناً على الحق والخير والبر والتقوى، فالله الله في الحق وأهله والشرع ونهجه القويم، والالتزام بالوفاء بحق ولاة أمرنا ورفع كل ما يشين من الأقوال والأعمال عنهم حقاً وصدقاً.