د. عبدالرحمن الشلاش
جبل طويق إلى وقت قريب يعرفه بعض السعوديين، ولا يعرفه كثيرون من غير السعوديين، قفز فجأة ليكون العنوان البارز لعناوين الصحف والأخبار العالمية ووسائل الإعلام التقليدية والجديدة، بل إنه أصبح دارجا على كل لسان. هذا الجبل ظل على هامش الهامش لسنوات طويلة من التاريخ إلى أن جاءت اللحظة التي قام فيها حظه ليكون في الواجهة.
خلال مداخلته في اليوم الثاني لمؤتمر مستقبل الاستثمار في العاصمة السعودية الرياض قال سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وفارس التجديد «إن همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر»، هذه العبارة ذات المضمون العميق تربط شدة وصلابة هذا الجبل الشامخ الذي لم يهزه تعاقب الدهور والعصور بهمة السعوديين هذا الشعب العريق والأصيل الذي لا تهزه الأحداث و لا تكسره أعتى القوى مهما بلغت، وهو بهذه الهمة العالية لا يقل قوة وشكيمة عن هذا الجبل العظيم في قلب الجزيرة العربية و الذي يعد من المعالم الطبيعية الشهيرة و يمتاز بجغرافيته الصعبة وصخوره المدببة وتضاريسه الأكثر صعوبة ومنحدراته الخطرة وقممه الشاهقة على امتداده لمسافة طويلة تبلغ 800 كيلومتر من صحراء نفود الثويرات شمالا وحتى مشارف وادي الدواسر والربع الخالي جنوبا على شكل هضبة ضخمة من الصخر .
يمثل هذا الجبل شموخ الإنسان في هذه البلاد حيث تتركز معظم حواضر منطقة نجد حوله، ويعرف بتسميات عديدة منها جبل العارض أو عارض اليمامة وعلى جوانبه العديد من الأودية المنساحة مثل وادي حنيفة ووادي نساح ووادي الأوسط وشعيب لحاء، وطويق تصغير لكلمة طوق تمليحا حيث يمثل طوقا لمنطقة واسعة تتميز بالثراء كتميز السعودية البلد الأكثر تنوعا والأقوى اقتصادا ضمن دول العشرين عالميا وبهمة السعوديين التي نوه عنها الأمير الشاب والتي ربطها بمهارة فائقة بقوة جبل طويق سيتواصل بإذن الله الجهد الجبار كي تبلغ المملكة العربية السعودية المقدمة في كل شيء حيث تبذل جهود ضخمة في إطار الرؤية 2030 بالتطوير والتحسين والتحديث لكل البرامج والأنشطة وطرح المبادرات.
همة السعوديين لا تنكسر ولن تنكسر بإذن الله كقوة وصلابة جبل طويق وهي ثقة من سمو ولي العهد بالشعب السعودي الذي يمضي بقوة نحو القمة دون أن يلتفت للأصوات النشاز ولمن يحولون التشكيك بقدراته العالية، ودون أن يقف لسماع من يحاولون النيل من هذه البلاد، فالأمير وبصورة مباشرة أوصل رسالة يثمن فيها مواقف الشعب السعودي في كل المسارات.